بسم الله الرحمن الرحيم

علم الجمال والتجميل والاجْمَل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،

إن علم الجمال والتجميل والاجْمَل هو عبارة عن عِلم يتّخذ فيه المرء قراره بأن يكون جميل فتدلُّه جمعته على الجمال الذي يبتغيه لنفسه ويرتضيه لنفسه وبما أنه جمال فهو لا يُدرَك إلّا بالحُبّ فإن كان المرء يرفض أن يحبّ فقد علِم أنَّ عِلم الجمال والتجميل والاجْمَل قد حُرِّمَ عليه فإن كان قد حُرِّمَ عليه منذ أن اكتشف عِلم الجمال والتجميل والاجْمَل وقام بتجربته فوجد نفسه يرفض الشعور بالحُبّ فهو مُحرَّمٌ عليه عِلم الجمال والتجميل والاجْمَل، أما إن كان يشعر بالحُبّ كما يشاء فيمكنه أن يبدأ في ادراك الجمال واختياره لنفسه ثم وبعد ذلك يُصبِح هو ما اختارَه لنفسه حتى لو تخلَّى عنه لسببٍ أو لآخر ولأن الجمال هو الجمال فلا يُمكِن دسّ الخَبَث في الجمال فإن أختار أن يحبّ الخَبَث ويرتضيه لنفسه فحينها سيُبحَث عن رفضه لأيّ خَبَث أيّاً كان ذلك الخَبَث الذي رفضه ثم يؤخذ هذا الجمال الذي اختاره لنفسه ليُعطى له مكان حُبُّه للخَّبَث الذي ارتضاه لنفسه وكذلك هو الأمر، وذلك حتى لا يضيع خيره وما جمعه من خير.

فإذن الأمر كُلَّه هو أن المرء على حسَب ما يختار لنفسه فإن أراد الجمال فعليه أن يتذكّر ما الذي يُمكِن أن يحدث له إذا أخذ الجمال وأوّل ما يمكنه رؤيته هو نفسه فهل يحب أن يكون مثل من يحبهم؟ وهل يرتضي لنفسه أن يُعامَل كمِثل ما يعامِل هو ما يحبه فإن كان كذلك فيمكنه أخذ الجمال راضياً مَرْضِيًّا من نفسه، وإن كان يرفض ذلك فليرفض عن نفسه حُبُّه لمن يحبهم على الأقل أثناء عمله في هذا العِلم. ثم وبعد ذلك يتخيّل كيف يحب ما يريد اختيارَه من جمال إذا لاقاه فإن وجد نفسه آمناً له فهو مقبول عندَه في عِلم الغيب وعِلم العقل الباطن، وإن كان غير ذلك فليحذَر منه فإنه شرٌّ له عاجلاً أم آجلاً.

ولهذا فعلى المرء إن أراد أن يغنَم الجمال أن يقطعه عن ما أخذَهُ منه ثم يُدافِع عنه فيُدافِع عنه جماله كما يُدافِعُ عن نفسه. وهذا يعني أن الجمال الذي أخذه لو كان كائناً حيّاً لكان دافَع عن نفسِه ضد كُلّ شيءٍ حرفيّاً، كما إنَّهُ أي المرء صاحب الجمال سيدافع عن جمالِه كما يُدافِع عن نفسه فكُلّاً منهما يدعم الآخر ويُدافِع عنه ويدعم نفسه ويُدافِع عن نفسه.

فمن أراد أن يُجمِّل نفسه فعليه أن يختار جمالاً معيّناً ليتّخذَهُ له كجمال عام لنفسه، كمثل حُبّ عملٍ ما أو حُبّ نزهةٍ ما سواءً في ذكرياته كذِكرى أو تخيُّل. ثم يمكنه اختيار موضع ما في جسده ليجعله جميلاً أو يجعل جسده كُلُّهُ جميلاً، فيختار لنفسه حُبّاً آخر كحُبِّه لكتابٍ ما.

وبعد ذلك كُلُّهُ يُمكِنَه أن يبدأ عمليَّة تجميل للموضع الذي يستقبِحَهُ في جسده سواءً كان عيباً خُلُقيّاً أو بسبب حادثٍ ما، فيختار لنفسه الجمال الذي يريدَهُ مكان هذا القُبْح ليجعلَه بهذا الجمال بالضبط، وكُلّ ما عليه فِعلَه هو اختيار الجمال الذي يريدَهُ في هذا الموضِع القبيح، كاختيارِه لقصيدةٍ ما… هذا والله أعلم والسلام على الأقدم الأقدم.