قبل أيام أرسلت الهند قمرا صناعيا إلى الشمس وقبل ذلك أيضا أرسلت مركبة إلى القمر، أعتقد أن ما حققته الهند يمكن أن تحقق أمتنا العربية أيضا، فبإمكانها أن تحقق إنجازات عظيمة في مجال علم الفلك إذا اتبعت بعض الخطوات الأساسية كتشجيع البحث العلمي والابتكار في مجالات الفلك والفضاء ودعم المشاريع والبرامج التي تهدف إلى استكشاف الكون وفهمه، من بين ذلك الاهتمام بتطوير التعليم والتدريب في علم الفلك والفيزياء والرياضيات وغيرها من العلوم الأساسية التي تساهم في تأسيس قاعدة علمية قوية للجيل القادم من الفلكيين والفضائيين، لكن هل نصل إلى ما حققته الهند فعلا أم أنها أحلام واهية؟!

العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال كانت تهتم بتعزيز التعاون والتبادل بين العلماء والمؤسسات العربية والدولية في مجال علم الفلك والفضاء والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، لكن هل حقا واقعنا العربي يهتم بالعلماء؟ أعتقد أننا لا نزال بعيدين كل البعد عن مسار هاته الدول لذلك يجب أن نقوم بتوسيع نطاق المشاركة والتواصل مع المجتمعات المحلية والإقليمية والعالمية من أجل ثقافة علم الفلك والفضاء وزيادة الوعي بأهمية هذا المجال لحياتنا ومستقبلنا، فيوجد أشخاص لحد اللحظة ونحن في سنة 2023 لا يزال يشكك في وجود النظام الشمسي والرسوّ على القمر، والأرض المسطحة وغيرها وتراه يبرر معتقداته وكأنه عالم في اختصاصه، بالنسبة لنا كمجتمع علينا أن نترك التحليلات العشوائية التي تشعرنا بأننا في مقهى شعبي نتبادل الكلام بسطحية والتراشق بالإتهامات، فكيف يمكن لشخص لم يقرأ ولا أي كتاب عن علم الفلك، يفنّد صحة أبحاث وعلوم لعلماء سخروا حياتهم في هذا المسعى، مع أنني لست مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، لكني أربط هذا الأمر لأن له علاقة مع تطور المستوى الثقافي في مجال علم الفلك فهو ضروري لتحقيق النهضة.

نحتاج إلى الاهتمام أيضا أكثر بتخصصات الهندسة كالهندسة الميكانيكية، الطيران، الحاسب، الاتصالات، الكهرباء، وغيرها كما نحتاج إلى مختصين على كل المستويات سواء البحث العلمي أو التقنيين، فنحن لا نحتاج إلى تصنيع كل شيء محليا! ما رأيكم في الموضوع؟ هل يمكن أن تصل دولنا العربية إلى مصاف الدول الكبرى وتحقق ما حققته في مجال علم الفلك أم أننا بعيدون كل البعد؟ شاركنا أيضا بتجربة دولتك في هذا المجال إن وجدت.