منذ أن ولدنا، يولد في وعينا العشرات من المعتقدات كل يوم. من المعتقدات ما يموت في لحظة، ومنها من يستمر معنا طوال حياتنا. في هذه المقال القصير سوف أقص عليكم قصة حياة معتقد من المهد الى الحياة أو الموت.

في اليوم الذي رأى فيه الطفل ذو الأسرة الفقيرة تفوق أصدقائه عليه في مستواهم المعيشي، ولد في وعية اعتقاد "أنه لن يصبح مقتدرا"

كان المعتقد في مهده ضعيفا هزيلا، لا يملك من القوة الكثير. ولكن أي معتقد يؤثر في صاحبه لفعل ما ( أو بالأحرى لغياب فعل ما )

فبينما كان ذلك الطفل يعتقد بعدم إمكانية أن يصبح مقتدرا، أمن الآخر بإمكانية ذلك فعمل، ولكل عمل نتيجة، ولكن نتيجة اثر على الاعتقاد.

انا لن اصبح مقتدرا

مهما عملت لن أصل

لقد فصلت من العمل اليوم

أرأيت قلت أني لن أصبح يوما قادرا

لقد طردت من بيتي لعدم تسديد الفواتير

انا الآن لا املك حتى قوت يومي

هل من الممكن أن تسلفني نقودا.

من اعتقاد لعمل ومن عمل لنتيجة ومن نتيجة لاعتقاد اقوى ومن اعتقاد اقوى لعمل اقوى ومن عمل اقوى لنتيجة اقوى وهكذا.

ويظل المعتقد يكبر في الوعي حتى يصبح في اقوى حالة له حتى يكاد أن يلقي بصاحبه إلى الجحيم إذا كان الاعتقاد فاسد.

عندها لا يجد المرء في نفسه الى أن يتخلى عن معتقداته الفاسدة، وان يبقي على معتقداته الحسنة.

فالوجود عطائه غير محدود، لم نوجد في عالم لا وجود للطعام فيه ونحن جوعى، ولكن حين يغلب اعتقاد أن الموارد محدودة على اعتقاد أن عطاء الوجود غير محدود فتصبح هذه حقيقة المرء.

يقال ان المرء يجب أن يشهد الموجود حتى يعتقد به، ولكن الحقيقة أن الاعتقاد سابق للموجودات.