المحقق الصرخي الأعلم الحي بالأثر و البرهان

لكل أمةٍ ماضٍ تفتخر به ؛ فهو يمثل سجلها الخالد مدى الدهر بما يضم بين جنبيه من المواقف، و الأحداث، و الوقائع التي عاشتها، وعلى مر السنين، فتسعى للحفاظ عليه بكل الإمكانيات المتوفرة لديها، و اليوم و نحن إذا نفتخر بما ورَّثَهُ لنا السلف الصالح من ماضٍ عريق قل نظيره بين المجتمعات الأخرى، ومن بين هذا الموروث العريق هو المعارف، و المؤلفات العلمية، ولعل أمتنا العربية قد انفردت بهذه الصفة المرموقة، فهي تولي العلم، و العلماء، و دور العلم أهمية كبيرة، فقد فتحت الباب على مصراعيها أمام تطور العلم، و إتاحة كافة السبل الناجعة التي تساهم في تقدم عجلته إلى الأمام هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أنها قد هيأت الظروف الملائمة لقيام المدارس العلمية، و ازدهارها ؛ لتخرج كوكبة من العلماء، وعلى قدر عالٍ من القاعدة العلمية، و الثقافية، فقدمت القادة، و العلماء، و بشتى المجالات الحياتية، و لعل المحقق الصرخي الحسني يُعد واحداً من تلك الثمرات العلمية التي تخرجت من المدارس الأكاديمية، و العلوم الدينية حيث طرح نفسه مرجعاً دينياً، و محققاً تاريخياً، و فقيهاً أصولياً بالعلم، و بالأثر، و البرهان من خلال الكم الهائل لآثاره العلمية، و بمختلف الاختصاصات المعرفية، و الفقهية، و الأصولية، ومنها مؤلفه الشهير و دليل أعلميته هو الفكر المتين، فضلاً عن المحاضرات العقائدية، و البحوث التحليلية، و التاريخية، و الموضوعية، و منها بحثي وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري، و بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول، و كذلك السلسلة الفقهية الحديثة العهد، و التي ستصدر قريباً، أيضاً التعليقات، و الشروح العلمية على آثار السابقين من كبار علماء الأمة الإسلامية، فهذه الأدلة، و غيرها، و التي لا يسع المجال لذكرها هي مَنْ قالت كلمة الفصل، و قدمت الصرخي الحسني كجوهرة علمية تمتلك القاعدة العلمية، و المعرفية، و الثقافية القادرة بواسطتها على مواجهة كل ما يطرأ على الساحة العلمية من دعاوى مزيفة، و انحرافات، و شبهات، و لنا في دعوى ابن كاطع، و غيره التي تصدى لها المحقق الصرخي بالحجة، و البرهان، و مطالبته بالمناظرة العلمية مع كل صاحب دعوى تخرج في المجتمع، ولا ننسى وقوفه بوجه الأفكار الإرهابية في البحثين أعلاه، و أصحاب بدع الإلحاد، و كيف عمل على كشف زيفها، و ضحالة جوهرها الذي لا يختلف عن ظاهرها الضال؛ بغية القضاء على الانحراف الفكري، و الاجتماعي الذي تقوده الماسونية الشيطانية، فهذا، و غيره مما ذكرناه هو بمثابة الأدلة العلمية التي تثبت أن محمود الصرخي الحسني هو الأعلم بالدليل و الأثر .

بقلم /// الكاتب احمد الخالدي