هو سؤال محير لأن كل من يجيبه يتكلم عن هذا الأمر بشكل نظري و فلسفي. فلم نقابل أو نسمع أحد من الذين ماتوا حتى يروي لنا تجربته. لكن أنا من الناس التي تؤمن أن كل شيء يحدث حولنا ليس بمحض الصدفة أو العشوائية. فلو كانت الصدفة هي المسيطرة على الحياة التي نعيش فيها، لما استطاع عالم واحد أن يضع نظرية أو معادلة، لأن النظريات و المعادلات تتطلب نظام متكرر ليتم تطبيق المعادلات على أساسه. أما الصدفة لا تتكرر بنظام و بالتالي يستحيل أن يقام أي علم على أساسها. السؤال الذي يطرح بناءا على ذلك : ما هي الحكمة وراء خلق الإنسان على عدة مراحل، مرحلة على شكل حيوان منوي، يعيش بشكل بدائي في مكان محدود بحواس محدودة و عمر قصير. ثم ينتقل إلى مرحلة أكثر تطورا على هيئة جنين يعيش في مكان أفضل نسبيا و بحواس أكثر تطورا و عمر أكبر. ثم ينتقل إلى المرحلة التي نحن فيها كبشر و التي هي الأكثر تطورا. لماذا لم نخلق مباشرة بالصورة التي نحن عليها؟ أليس من الممكن استنتاج نظرية أو معادلة من هذا التطور في مراحل تطورنا الحيوي تؤدي إلي انتقالنا إلى مرحلة أخرى جديدة. و الذي يلاحظ أننا لا نذكر أي شيء عن مراحل حياتنا السابقة، مع علمنا بحدوثها. كأننا نموت ثم نعيش مرة أخرى. كأن الحيوان المنوي يموت و يبعث على هيئة أفضل و هي الجنين، ثم يموت الجنين بعالمه و يبعث من جديد بهيئة أفضل في عالم أفضل. نظريا عندما نموت من هذا العالم، نولد على هيئة أفضل في عالم أفضل.