تعليم القرآن للأطفال… بوابة الفصاحة وجمال النطق

✍️ بقلم: سليم نور عالم فاروقي

يُعَدّ تعليم القرآن للأطفال من أجلِّ الأعمال وأعظمها أثرًا في بناء الشخصية، فهو لا يقتصر على غرس القيم الإيمانية في القلوب الغضّة، بل يمتد ليشكّل ملامح اللغة، والنطق، والفكر.

فالقرآن الكريم بحر من البلاغة والفصاحة، وحين يتربّى الطفل على تلاوته منذ الصغر، يكتسب تلقائيًا سلامة النطق، ودقّة المخارج، وجمال الأداء اللفظي، فينشأ لسانه على العربية الفصيحة قبل أن تفسده اللهجات أو العادات الكلامية الدارجة.

كما أن التدريب على التلاوة الصحيحة يُنمي لدى الطفل الثقة بالنفس، وحسن الإلقاء، والقدرة على التعبير والخطابة، إذ يتعوّد نغمة الصوت المتوازن، وترتيل الآيات بتركيز وهدوء، فينشأ خطيبًا فصيح اللسان، قوي البيان.

والأعظم من ذلك أن ارتباط الطفل بالقرآن يزرع في قلبه الطمأنينة، والانضباط، وحبّ الجمال اللفظي والمعنوي، فيصبح كلامه مؤدبًا، وأفكاره راقية، ونطقه سليمًا، ولسانه عذبًا يحمل النور والحكمة.

إنها حقيقة يغفل عنها كثيرون:

من أراد لطفله نطقًا جميلًا ولسانًا فصيحًا، فليقرئه القرآن… ففيه سر البيان وبهاء الكلام.