ذكرت في موضوع سابق بأني سأذكر بعض مؤلّفات #الإمام_أطفيش في أدوات الاجتهاد مقروناً بذكر شروط الاجتهاد التي ذكرها علماء الأصول، أي الأدوات التي لا بدّ للطالب أن يتحصّلها حتى يكون أهلاً للاجتهاد، وهي:
"الأول: العلم بالقرآن الكريم وعلومه:
بأن يكون عالماً بالقرآن تفسيره ومعانيه، ومحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وخاصّه وعامّه، ومجمله ومبيّنه، ومطلقه ومقيّده، وعالماً بأسباب النزول، ونحو ذلك مما يحتاج إليه المجتهد، والإمام أطفيّش قد ألّف في ذلك: هيميان الزاد إلى دار المعاد (مط)، وتيسير التفسير (مط)، وداعي العمل ليوم الأمل (مخ)، وجامع حروف ورش (مخ).
والكتابان الأولان هما تفسيران لكامل القرآن الكريم، وقد تعرّض فيهما لبيان معاني القرآن وأسباب النزول، والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك، يقول الشيخ أبو إسحاق: "ومن وقف على تفسيره (تيسير التفسير) شاهد تبحّره في علوم القرآن وغزارة مادّته ومقدرته على إظهار حقائق التفسير".
الثاني: العلم بالسنة وبأحكامها:
بأن يكون عالماً بعلوم الحكم على السنة مقبولها ومردودها وآحادها ومتواترها، ومطّلعاً على ما يحتاج الرجوع إليه من السنة ومواطن وجودها، وقدّ ألف الإمام أطفيّش في ذلك: ترتيب الترتيب (مط)، وهو إعادة ترتيب لكتاب الجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب، ووفاء الضمانة بأداء الأمانة (مط)، وجامع الشمل في حديث خاتم الرسل (مط)، ضمّنه مختارات من الأحاديث في أبواب كثيرة، كما ضمّنه في خاتمته مباحث علم مصطلح الحديث.
وكان مما ذَكر في التأليف في الأحاديث قوله: "ورويت - بفضل الله ورحمته - فى صحيحي الذي منّ الله به علي - مع قلة علمي - الذى جعلته تماماً لترتيب مسند الربيع بن حبيب وما أُلحق به ما يدل على أن تعديد فضائل حمزة عند موته جائز، وأنّه مختص بذلك عن غيره".
الثالث: العلم باللغة العربية معجَماً ونحواً وصرفاً وبلاغةً:
وذلك بالقدر الذي يمكّنه من فهم الأدلّة الشرعية؛ لأنّها بلسان عربي، والإمام أطفيّش قد ألّف في اللغة العربيّة وعلومها عموماً: قصيدة الغريب نظم المغني (مخ)، وشرح شواهد الإعراب (مخ)، وتسهيل الاجتهاد في تفسير أشعار الاستشهاد (مخ)، وحاشية شرح الأجروميّة (مخ)، وشرح لاميّة الأفعال (مط)، وتخليص العاني من رِبقة جهل المثاني (مط)، وبيان البيان في علم البيان (مخ)، وربيع البديع في علم البديع (مخ)، والكافي في التصريف (مخ)، وإيضاح الدليل إلى علم الخليل في العروض (مخ)، وكتاب الرسم في تعليم الخط (مط).
يقول الشيخ أبو إسحاق: "ومن قرأ له (تخليص العاني من رِبقة جهل المثاني) علِم ما أُوتيَه من قوة البيان والسعة في علوم البلاغة والغوص إلى حقائق المعاني وإبرازها من أصدافها لطالبها، وهو لعمري كتاب تعنو له رؤوس الحقيقة والمجاز، ويتجلّى فيه قولهم: كم ترك الأول للآخر".
وللحديث بقية،،،،
*تخريج الفروع على الأصول عند الإمام محمد بن يوسف أطفيّش، لسيف بن سعيد العزري.
التعليقات