يتدوال الطلاب هذه الأيام فكرة أن الذكاء أمر دراسي وليس اجتهاد

وأن الأذكياء هم النابغين في الدراسة وخصوصا في تعقيدات الرياضيات والفيزياء ..وما شابه

ولكن لنكن واقعيين هل ذلك ذكاء حقا؟

فلنشرّح فكرة الذكاء ونربطها بالأشياء التي تجعل من أفعالنا تنم عن ذكاء أو غير ذلك

وبعيدا عن نظرية الذكاءات المتعددة فإن ما أريد التركيز عليه هو حل المشكلات

باعتبار أن المناهج المدرسية تدّعي أنها تنمي ذلك وأن من يجيد المواد التحليلية يعني ذكاؤه الفائق!

لذلك أعتقد أنه ولو افترضنا كون طالب ما جيد في حل المشاكل المعقدة مدرسيا

فهل هو قادر على مواجهة مشكلات البيت والعمل والحياة والتنظيم وإثارة تغيير ما في دائرة معينة؟

يقول أحد الأساتذة من جامعة الرياض أنه يشاهد العديد من أصدقائه يذهبون للحصول على شهادات جامعية من أفضل المدارس العالمية كهارفرد وستانفورد وييل...

ولكنه من سوء حظه لا يشهد أي تغيير أو تحول في الواقع ومخرجات كل ذلك العمل رغم متاعبه!

لذلك فإن الذكاء المنتشر بيننا خصوصا ما تعززه المدرسة هو النوع الكمي

والذي يرتبط بكمية المشكلات التي يحلها الشخص نظريا بدون اعتبار صحتها أو قيمتها وجودتها وإنما بإبهارها

بعكس الذكاء النوعي الغير منحصر داخل نطاق ضيق والذي يؤكد على جودة الحلحلة وقيمتها البناءة على أرض الواقع وتأثيرها القوي

لنضرب مثالا على ذلك بمشكلة الاحتباس الحراري وطريقة الذكائين في التعامل معه

الكمي يتعامل مع الأمر رياضياتيا كأن يقول أن نسبة الأوكسجين كذا وكذا في الطقس الكذا إذا فعلينا أن نرفع من العنصر الفلاني عند حصول ذلك وأن نوسع من الاعتماد على النوع الفلاني بتلك الطريقة المتسقة بشكل يضمن أن النتيجة ستكون بالطريقة الفلانية بعد عمل ذلك الأمر

النوعي سيقول أولا المشكلة مركبة وليست معادلة مدرسية فلا تستطيع أي نتيجة حل المشكلة بشكل كامل لذلك فإن من الأجدر بنا أن نجمع الرأي الدولي بغالبيته ونعزز من الثقافة الخضراء المعززة للطبيعة داخل الأفراد والمؤسسات والضغط على الحكومات لإيقاف استنزاف الموارد الباطنية وتقليل كذا وكذا.. ودعم التوجهات الفلانية بما يدعم القضية بشكل تكاملي جوهري

فالعمل النوعي كالدائرات داخل الدوائر الأخرى الداخلية والخارجية

بينما الكمي هو نقاط تجميعية غير متماسكة عمليا واقعيا وإنما لها تمثيل نظري رياضياتي

فالكمية تهتم فقط بالحل النظري والتخلص من المسألة فور حلها على الورق

بينما النوعية تركز على الإنتاج الحقيقي ودراسة نتائج العمل وتأثيراته

 من هذا نستنتج أن الحسابيين ليسوا أذكياء بذكاء ذو أهمية لغيرهم حيث أن منطلقات ذلك أن ما يفكرون به هو نتيجة محاصرة مسبقا بسبب ظروف المسألة للانسياق ورائها بطريقة ذلك الحل مما يعني التعمق إلى إيجاد مشكلة في العمق غير ظاهرة لهم خارجيا

بعكس النوعية التي تهدف إلى سوق كل الأدلة والبيانات لمصلحة القضية التي يقاتلون من أجلها وغالبا لا تكون النتيجة مبهرجة باهرة ولكنها عملية مما يجعل الواقع أفضل ويسير بخطى إلى التحسن والتطور ولكن شاملة لكل ما يعرض لها مما يجعلها أكثر مقاومة وثبات وتقلل من النتائج العرضية الخاطئة بسبب دراستها الداخلية لنفسها

هذه فكرة ببالي قد تكون صحيحة أو غير ذلك

ماذا عنك ؟

ماذا تعتقد بشأنها وهل لديك أي إضافة أو ما إلى ذلك ^_^