ما اريده منكم يا اصدقائي المبرمجين أن تخبرني بأهم المشاكل التي تواجهكم أثناء تعلم البرمجة وكيف يمكنني التغلب عليها ، سأكون سعيدًا جدًا بالتناقش معكم
أيعتبر الجلوس ساعات طويلة من أجل تعلم البرمجة مشكلة ؟!
لست مُبرمجة، ولكن أعرف صديقة تقضي جل وقتها في تعلم البرمجة، لا تفارق حاسوبها البتّه، وإن تواصلت معنا تجديها تفكير في البرمجة والمشاكل والأفكار البرمجية و كيفية كتابة الاكواد و خلافه. لهذا انطباعي حول المبرمجين أنهم اشخاص غير اجتماعيين، بالطبع هذا ليس بإرادتهم ولكن يبدو هذا المجال هو من جعل منهم هكذا أشخاصا. لِذا من الطبيعي جدًا أن تقضي ساعات طويلة على البرمجة. المجال يحتاج إلى بذل جهد كبير ولكن حاول في نفس الوقت أن تتعلم بذكاء. وضع جدول زمني يوميًا والالتزام به مع تخصيص وقت معين لقضائه مع عائلتك وأصدقائك، حاول أن تترك التفكير في عملك ولو قليلا.
أيضًا ما رأيك في أن تجعل من تعلم البرمجة كمتعة واثارة وليس كضغط يمارس تجاهك. إضافة جرعة من المرح إلى التعلم أمر لابد منه. أخذ قسط كافِ من النوم. كل هذه الأمور من المفترض وضعها في عين الاعتبار.
الجلوس لساعات طويلة لا يعد مشكلة في حد ذاته لكن المهم أن يكون الناتج الذي نخرج به من هذه الساعات مركزًا ومفيدًا وليس مجرد وقت ضائع نوهم أنفسنا فيه أننا نتعلم.
الأهم في التعلم الذاتي هو التنظيم الجيد لليوم والحرص على قضاء وقت شخصي لا أن يكون الوقت بالكامل للتعلم فقط.
أما بالنسبة للمشاكل التي تواجه من يتعلم البرمجة سأقول بعض المشاكل التي أعتقد تواجدها:
- التشتت وكثرة المصادر: وهي مشكلة تواجه كل من يتعلم هذا المجال ولأجل حلها على الشخص أن يبدأ فحسب بأي مصدر مناسب ولا ينتظر أن يجد المصدر الأفضل. وما إن يبدأ في مصدر ما فمن الأفضل أن ينهيه قبل أن ينتقل لمصدر أخر ولا يشتت نفسه بين العديد من المصادر في وقت واحد.
- الإعلانات المضللة: من الأفضل أن لا يشتري أحد أي كورس أو يبدأ في مجال قبل أن يعرف ما سيدرسه بالظبط وإن كان هذا ما يحتاجه بسبب وجود الكثير من الإعلانات والاتجاهات التي يحاول أصحابها دومًا دفعك إليها دفعًا.
- الأساسيات والتطبيق: عندما تتعلم البرمجة عليك الموازنة بين الأساسيات والتطبيق فلا يمكن أن تترك واحدًا منهما لأجل الأخر أو تهمل في الأساسيات لأن التطبيق طريقه أسرع وغيرها.
بالتأكيد الجلوس لفترات طويلة جدا دون فاصل زمني قد يسبب الكثير من المشكلات النفسية أو الجسدية أيضا، لذلك يجب قبل البدء في تشغيل الحاسوب لبدء العمل أو التعلم أن يتم عمل جدول زمني محدد، بحيث يحتوي الجدول الزمني على فواصل ثابته كل ساعة أو ساعة ونصف على أقصى تقدير من وجهة نظري.
المهم أن يتم استغلال الفواصل الزمنية بطريقة تساعد على شحن طاقتك من جديد، فلا يجب خلال الفاصل الزمني أن تقوم بتفقد فيديو على اليوتيوب يشرح شىء يتعلق بما تقوم بتعلمه!
إذا استخدمنا الفواصل خلال فترة عملنا بطريقة مفيدة فسوف تساعدنا على عدم التعرض لمشاكل الجلوس لفترات طويلة، اليك بعض الإقتراحات لجعل تجربة الجلوس أمام الحاسوب أكثر متعة وإنتاجية:
- لا يجب استخدام الهاتف أثناء تركيزك على إتماما مهمات التعلم أو العمل، لان هذا سوف يستهلك كمية غير قليلة من طاقتك، وربما تشعر بالقلق مع تكرار هذا الأمر.
- فكّر في الهدف النهائي الذي ترغب في الوصول اليه من دراستك أو عملك، ويجب أن يكون لديك هدف سامي وراقي لأن النفس البشرية تقدّر الأهداف السامية، فبدلاً من أن يكون هدفة هو (جني المزيد من المال) يمكن أن يكون (اكتساب الخبرات وتطوير نفسي).
- خلال وقت الفاصل لا يجب أن تفعل أ شىء يتعلق بالمهمة التي تقوم بإنجازها على مكتبك، فيمكنك مثلاً الوقوف في شرفة المنزل والنظر إلى السماء أو الأشجار أو التأمل في المناظر الطبيعية بدون تفكير على الإطلاق في مهمة من مهمات عملك الذي تؤدية خلال فترة العمل.
- أجعل وقت العمل أو الدراسة له بداية ونهاية محددة، بحيث تركّز كل طاقتك في هذا الوقت المحدد، وهو م يجعلك محفّزاً بشكل كبير لإنجاز كافة المهمات خلال الجدول الزمني.
- العامل الروحاني مهم بشكل لا تتخيله، فأنا شخصيا أجعل وقت الفواصل (البريك) مع مواعيد الصلاة، وأخرج من الصلاة كأني شخص جديد تماماً، وهو ما يجعلني استأنف يومي بطريقة كلها نشاط وحيوية.
من المهم أن يكون لديك أصدقاء في نفس مجالك أو تخصصك حتى تشارك معهم ما توصلت اليه باستمرار، وهو ما يشجعك على التقدم نحو تطوير نفسك بشكل مستمر.
داخل منتدى عرب ووردبريس قد تجد الكثير من الأصدقاء المهتمين بأمور البرمجة والتطوير، حيث يمكنك مشاركة أخر التجارب التي توصلت اليها وتحصل على نصائح وتوصيات وحلول مشكلات الزملاء الأخرين مما يحسن من إنتاجيتك خلال مرحلة التعلم أو العمل والإنتاج:
الشىء المهم الذي لا أنصحك بالتخلي عنه مهما كان جدولك مزدحم هو (الرياضة).
بشكل شخصي أرى أنه من الضروري ممارسة نشاط رياضي خلال يومك ولو لمدة نصف ساعة بشكل يومي، فأنا شخصياً رغم ازدحام يومي بشكل لا تتخيله، فأنا أحرص دائما على الذهاب الى الجيم GYM على الأقل 3 مرات في الأسبوع، وهذا يساعدني على الحفاظ على جسمي في حالة نشاط ويقلل من تعرض مفاصلي الى الألم أثناء الجلوس، وذلك لأن الرياضة تساعد في توسيع شرايين الدم في الجسم، وهو ما يجعلك قادر على الجلوس لفترات طويلة بدون التألم أو النفور.
أبداً، الجلوس لساعات طويلة ليس مشكلة إطلاقاً اللهم إلا في حالة مافي مردود قيم بالنهاية، والعكس إذا كان المردود قيم في جلسات ليست بالساعات الطويلة.
من تجربة شخصية كلما جلست على الكمبيوتر اكتر وانجزت مشاريع صغيرة كلما تحسن فهمك للتقنية او اللغة التي تتعلمها وكلما تحسن فهمك لأشياء عامة في المجال.
أكبر المشاكل التي يمكن ان تواجهك هي ما يعرف بجحيم التمارين؛ أي ان تظل حبيس للدورات التعليمية والتمارين البرمجية على يوتيوب بدون ان تشعر بأن لديك فهم قوي وثابت للتقنية/اللغة التي تتعلمها مداخلها ومخارجها وكل شيء متعلق بها. والحل لهذه المعضلة هي ان تبحث عن مشاريع تقلدها او تبدأ بمشروعك الخاص أول ما تخلص تعلم أساسيات تقنية/لغة ما وكل ما تواجه مشكلة حددها وابحث عن حل وتضرب عصفورين بحجر تعلم كيفية استخدام التقنية/اللغة في بناء مشروع، وكيفية تحديد المشكلة والبحث الصحيح عنها.
تحياتي
التعليقات