رسالة الشباب المسلم الواعد للعالَم, إعرفوا محمد النبي تعرفون الإمام المهدي
بقلم: فلاح الخالدي
.....................................
لاشك إن مَن يبحث في حياة رسول الله محمد -صلِ الله عليه وآله وسلَّم- سيجد أنها زاخرة بالسلام والإخاء واللين وحبّ الخير للعالم أجمع, وأن حكومته كانت مثالًا لما يُنشد اليوم من ديمقراطية وحرية فكرية وعبادية وطقوس عقائدية, حيث كان اليهودي يجاور المسلم والنصراني, ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في حبّ الأرض والدفاع عنها وصيانة الأعراض, والحفاظ على الممتلكات, والعدل يسود الكل دون استثناء, فلم يكن النبي –صلى الله عليه وآله- رسولًا للمسلمين وحسب بل ورسولًا لعالم الإنسانية السمحاء والإخاء والعيش الكريم وحفظ كرامة الإنسان وصونها. هذا نبيّنا وهذه دولته وحكومته وسيرته وأخلاقه ومنهجه باختصار والتي يشهد لها العدو قبل الصديق.
ومن بعده -صلوات الله عليه وآله- ضاعت الحريات وأُقصي الحق عن مكانه, بسبب فعل الناس وتخاذلهم تارة وطمع الأُمراء وطالبي السلطة والماكرين والمخادعين تارة أخرى, فبقي الإنسان المسلم في دوامة الصراعات والمؤامرات التي تُحاك ضده, فتجد الإنسان الغربي, محكوم بالرأسمالية والعولمة وغيرها, و مكبل بقيود وتعهدات, وما في بلده ليس له بل يعمل كعبد عند كبار التجّار، ومَن يسيطر على الحكومة والدولة هم الأغنياء, والإنسان المسلم أو العربي الشرقي, محكوم بأنظمة مسيطرة على ثروته وتتفضل عليه بحقّه وما يدر بلده من أموال, أما من ناحية العقائد، فهي مُحتكرة لفئة تُحرّم وتُحلّل وتُكفّر وتبيح الدماء، لمجرد الإختلاف في الفكر, والجهتان الغرب الكافر ومَن يسيطر عليه من حكومات, وأنظمة الشرق ومَن يُسيطر عليها من الأفكار التكفيرية التي تدعي الإسلام ، تكمن الحقد على المهدي ودولته، ولنا مثال في فكر ابن تيمية ومَن سار على خطّه يُنكرون وجود دولة المصلح والمنقذ الإمام المهدي -عليه السلام- في آخر الزمان, والغرب من خلال إعلامهم يصوّرون أن المهدي سفّاح قاتل سيدمر كل شيء عند ظهوره.
ورسالتنا هنا تقول الى الشعوب المحرومة المغلوب على أمرها من الشرق والغرب, لا تسمعوا لهؤلاء الظلمة, لأن المهدي -عليه السلام- كجدّه رسول الله ودولته كدولته, عندما حرّر الإنسان من العبودية والرق وعبادة الإنسان والأصنام البشرية, فالمهدي لا يُحاسب الإنسان المستضعف الفقير, ولكن سيدمر امبراطوريات الظالمين, وتجار النفاق وحكام الجور وأئمة التدليس المجسمين لله, لينقذ البشرية جمعاء لتعيش في كنف الحق, والسلام والإخاء جنب الى جنب.
وأخيرًا نقول كما قال المحقق الأستاذ في كتابه الموسوم (الدجال): "على كل مسلم وإنسان عاقل حرّ أبيّ التحرر من عبادة العجل والذوات والإنطلاق والسير في قدس الحق وإمام الحق -عليه السلام- ونصرته والتمهيد الصادق الحقيقي لقضيته ودولته وحضارته الإلهية المباركة المقدسة، والإنقياد للعقل وحكمه وتحصين الفكر بعد تهذيبه وتصحيحه هو الأساس للإنطلاق الصحيح المبارك نحو الحق وفي الحق وإليه والإنتصار لإمام الحق -عليه السلام- ونيل رضا الرب الحق -جلّت قدرته-.