الإسلام يُعَول ويعقِدِ الآمال على الشَّباب
نزار الخزرجي
لا يكون عند القارئ أدنى شك أن الرسول الكريم (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) عندما بُعِث برسالتهِ السماوية إلى العبادِ كان من بين من نصره وأول من آمن بهِ وسانده في نشر دعوتهِ هم الفتية وكان أولهم وعلى رأسهم علي أبن أبي طالب (عليهِ السلام) وكما المعروف أن الإسلام لم يقم إلا بأموال خديجة وسيف علي، لذلك علينا أن نعول على شريحة الشباب في تقويم الدين والحفاظ عليهِ، إضافة إلى أنهم بناة المستقبلِ وهم من يحملون تلك العقيدة والأمانة من بعد الآباء وتسليمها إلى الأبناء من بعد، فهم يحملون أمانة في أعناقهم عجزت الجبال أن تحملها، لذلك تجد المرجعية المربية حقًا والتي تسهر وتكافح وتسعى إلى الحفاظ على ما أتى بهِ الرسول الأمين (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) جعلت من الشباب هم اللبنة الأولى والتي من خلالها ومن خلال ما أودعَ الله بها في تلك الفترة من حماسِ وقوةِ و إرادةِ وإصرارِ على انتشال ما تبقى من الإسلام، فكانت مرجعية السيد الصرخي الحسني هي السباقة في جعل تلك الشريحة ومن بعد توجيهاتها المباركة إلى السعي بإقامة مجالس أخلاقية تربوية تدعو من خلالها إلى النصح والإرشاد ولنصرة قائم آل بيت محمد (عليهِ السلام) إلى أقرانهم ممن غَرِق في وحل المشاكل الاجتماعية وغير الأخلاقية مِن تعاطي المخدرات وارتيادهم مجالس الفسق والمجون وحتى المثلية بين الشباب، وإلى ما ذلك من الأساليب غير الأخلاقية الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية، فكانت تلك المجالس هي الرادع، ومن خلال اطلاعنا على تلك المجالس لمسنا فيها التقوى والوسطية والاعتدال والانفتاح على الغير من المجتمعات الأخرى.. لما تحمله من محاكات للغير بأساليبهم، فكانت مجالس الراب الإسلامي هي الوسيلة العصرية لإيصال صوت الإسلام إلى أبعد نقطة في العالم، فلاقت تلك المجالس إقبال كبير من شريحة الشباب، لأنها ابتعدت عن المجالس الكلاسيكية التي أورثوها عن أبائهم.
وختامًا لقد رسم الشباب الذي يحمل هم الأسلام معالم شخصيته، وحدد موقعه كرقم لهُ اهميته في فهم قضايا إصلاح الشباب من أقرانهِ مع السعي لعلاجها بعد أن أخذ بالأسباب وتوكل على الله، وأعد لكل قضية ما يلزمها، هذه الفئة الخيرة يعول الأسلام عليها ويعقد الآمال، لأنها تحملت المسؤولية لتحصين أفكار الأمة من أخطار الغزو الفكري المنحرف، وذلك لأنها تربت على أيدي خير علماء العصر المتمثلة بمرجعية الصرخي الحسني (أدام الله فيض علمه)، ودربته على الحوار والتواصل مع غيره بإيجابية وثقة، احترمت عقله وآدميته فجعلته محط اهتمامها ورعايتها، فكان لهذا الأثر الواضح في تفاعله وحركته النشطة، وانطلق بحرية مسؤولة، ليكون رسول السلم والسلام لأمة خير الأنام (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) بفكره الناضج، وعطائه المتميز، وايمانه العالي.