في الفترة الأخيرة كانت هيئة الرقابة في تركيا صارمة جدًا بخصوص الأعمال التي تحتوي على مشاهد عنف كثيرة. بالأخص مشاهد العنف ضد المرأة لأنه في الفترة الاخيرة كذلك وقعت عدة حوادث بشعة تخص النساء في تركيا قلبت الرأي العام، وبالتفكير في دور هيئة الرقابة في بلادنا الذي لا التمس أي قيمة كبيرة له في الوقت الحالي، فهل سمعنا في مرة عن إيقاف عمل بالكامل من العرض بسبب إضراره بالمجتمع أو مخالفته لقيمه؟ ( ربما مرات نادرة قديما، ولكن في آخر ١٠ سنوات مثلًا، هل يوجد؟ لا اعتقد ذلك) ومن هنا أتساءل فعليًا عن دور هيئات الرقابة الفنية وطرق تقييمها وتقويمها للأعمال الفنية، ما الذي يمنعها من إيقاف عمل غير مناسب؟ أهو عائق تقييد حرية الإبداع الذي يندد به أصحاب المجال خوفًا على مصالحهم، أم هناك أسبابًا أخرى؟
إيقاف هيئة الرقابة للأعمال الفنية المخالفة لمعاييرها تقييد لحرية الفن والإبداع أم حماية لقيم وعادات المجتمع؟
مقال موفق رنا، خصوصاً أن الأعمال الفنية لها دور شديد التأثير على تشكيل الثقافة والرأي العام، فما يتم تقديمه في عمل فني بشكل كوميدي محبب كمثال، يتخذ طريقه للقبول في ذوق المشاهد، بغض النظر إن كان في ذاته مقبولاُ أم العكس.
كذلك تواتر مشاهد العنف ضد النساء أو العنف بشكل عام لابد أنه سيكون له ما يبرره في سياق العمل الفني، وبالتالي سيتسلل لوعي المتفرج وربما ينفجر في وعيه في لحظة غضب تتشابه في مبررها مع المشهد التمثيلي.
أعتقد أن الرقابة على الأعمال الفنية لها أهمية خطيرة، وأعتقد كذلك وأحب أن أعرف رأيك: أن الأعمال الفنية التي أجتمع فيها شقي الفائدة والتشويق قليلة ونادرة بالفعل.
وبالتالي سيتسلل لوعي المتفرج وربما ينفجر في وعيه في لحظة غضب تتشابه في مبررها مع المشهد التمثيلي.
لا أنكر تأثير السينما على سلوكيات الأفراد، هناك أشخاص ارتكبوا جرائم قتل تأثرا ببعض الأعمال الشهيرة، أتتذكر سلسلة أفلام scream والقاتل ذات قناع ghost face بسبب هذه السلسلة حدثت أكثر من سلسلة جرايم قتل في أمريكا بسبب هوس القتلة بالفيلم، ولكن هل الفيلم هو من حولهم لقتلة؟ في رأيي لا الدافع وراء القتل أو الاعتلال النفسي المؤدي للعنف أو يشجعه ويستمتع به موجود من قبل ولكن لنقل أنه كان خامل ونشطه الفيلم بسبب ما شعروا به من حماس وتشويق عند مشاهدته، وبالتالي لا نستطيع لوم الفن على مرض الآخرين، ولكن يمكنه أن يكون وسيلة علاج أو منع كما كان وسيلة تحفيز وهذا يقع على عاتق صناع المجال وكيف يمكن أن يجعلوا العمل يقوم بهذا الدور.
شقي الفائدة والتشويق قليلة ونادرة بالفعل.
هي نادرة بالفعل، لأن الجمع بينهما في عمل واحد صعب ويحتاج لمواهب قوية قائمة على صناعة العمل، فالأعمال المفيدة قد تكون مملة بسبب طبيعة موضوعاتها، والتشويق والمتعة تحتاج لبعض المبالغات والخيالات التي لا تتناسب مع واقعية الموضوعات المفيدة.
التعليقات