جميعنا نعلم أن الشخصيات في عالم السينما والدراما تنقسم ما بين أبطال وأشرار، محبين الخير والداعين للشر، ولكن قد لا يعرف الكثيرون بمفهوم الشخصيات الرمادية وهي الشخصيات التي تقف في المنتصف ما بين الخير والشر، بحيث يصعب تصنيفها أو الحكم عليها، وتجعل الجمهور في حيرة أمره ما بين أن يحب الشخصية أو يكرهها، أو تجعله أحيانًا يحب وأحيانًا يكره حسب الموقف، تجد مثلًا شخصية في مسلسل ما تورط أصدقائها في كارثة ما قد تدمر مستقبلهم لخلاف بسيط، ولكنها في اليوم التالي تنقذهم من الموت مغامرة بحياتها! ولأن هذه الشخصيات تكون مربكة للمشاهد تجذبه، وتصنع صدى أقوى قد يغطي على أبطال العمل أنفسهم، ولهذا أصبح هناك توجه كبير من صناع الأعمال لدمج والتركيز على هذه الشخصيات بكثرة، فكيف ترونها؟ أتجدون أنها واقعية بالفعل أم مجرد مبالغات من خيال السينما والدراما؟
ما رأيك في الشخصيات الرمادية في عالم السينما والدراما؟
أنا برأيي أنهم يضيفون عمق وواقعية إلى القصص ولذلك أفضّلهم، يقدّمون حل ممتاز، بديل ممتاز للنماذج الأولية البسيطة للخير مقابل الشر، يعني جمالهم أنهم على عكس الأبطال أو الأشرار التقليديين، يمتلكون الفضائل والعيوب! ولذلك هم دائما يشكّلون هاجس لدى الناس ومحط للتساؤل عن قيمهم وإدراكاتهم الخاصة وهذا ممتع جداً أثناء المشاهدة، في أننا نكتشف أن الأخلاق ليست دائماً بالأبيض والأسود! وطبعاً بسبب عدم قدرتنا على توقعهم يزيد الأمر تشويقاً، هذا النمط من الشخصيات برأيي ما سبب ثورية مسلسل صراع العروش game of thrones في الأساس!
في أننا نكتشف أن الأخلاق ليست دائماً بالأبيض والأسود!
ولكن حتى الرمادي له درجات فهو إما يقترب من الأبيض كثيرا وفي هذه الحالة تكون الشخصية مقبولة وواقعية لحد كبير، أو يقترب للأسود كثيرا وفي هذه الحالة فلا يجب أن تلميع هذه الشخصيات بحيث نضعها في قالب من الإعجاب والشفقة لكسب تعاطف وحب الناس لها، الجمهور يتفاعل مع الشخصيات الدرامية بكل مشاعره كما لو كانت حقيقية لو أحب العمل، وبالتالي أي تعاطف مع شخصية متطرفة سيؤدي بدوره لزرع أفكار مغلوطة قد يطبقها الإنسان في حكمه أو في سلوكياته في الحياة الواقعية، ولهذا أنا أرى أن الضرر من هذه الشخصيات كبير جدا.
التعليقات