مع التقدم في العمر ولو قليلا أفكر في الأعمال الفنية التي كنت أشاهدها في الماضي وأجد بعضها كان به العديد من المشاكل الفنية أو أن الفكرة نفسها ساذجة ولكن كنت أقبلها في هذا الوقت ربما لصغر السن أو بسبب ارتباطي بالممثلين مثلا مسلسل عائلة الحاج متولي؛ استغرب جدا كيف كنا نشاهده ومعجبين به رغم أن فكرته عن رجل يبحث بشكل مستمر عن زوجة ويستغل ثروتها أو سمعة عائلتها ليزيد هو من ثروته، أو حتى أفلام أجنبية مثل سلسلة إنديانا جونز الشهيرة التي تتحدث عن عالم آثار يحاول أن يجد الأثار من دول مختلفة ومن ثم يأخذها إلى متحف دولته في إنجلترا وكأن الشعوب صاحبة الآثار ليس لها الحق في أن تحتفظ بها والغريب حتى أنه في خلال رحلته لإيجاد الأثار القديمة يدمر آثار أخرى! فماذا عنكم؟
ما هو العمل الفني الذي كنت تفضله في الماضي ولكن مع إعادة المشاهدة وجدته غير جيد على الإطلاق؟
بل أكثر من مجرد "غير جيد"
ربما هو النضج من يجعلنا نقيم الأعمال بعين مختلفة الآن ونقرأ ونستشف الرسائل خلف الستار من كل عمل.
القنوات الفضائية بحر لا ساحل له ونحن كنا ننبهر بكل ما يقدمه هذا البحر حتى ولو كان فردة حذاء..
اعمال كنت أشاهدها بإنبهار وأصبحت أشعر بالمهانة لوجودها على التلفزيون. مثلا باب الحارة..
يصور البيئة الدمشقية بصورة سطحية ورجعية مهينة رغم أن تلك الفترات كانت مدعاة فخر في الحقيقة وكانت ذروة الازدهار الثقافي والسياسي.
مثلا المسلسلات التاريخية بدل أن تعرف الأمة على تاريخ اسلافها العظماء تجعل المسلسل أشبه بحبكة بوليسية بطلها زير نساء يسفك الدماء ..
مثل مسلسل خالد بن الوليد تجد حدث واحد ذو مرجعية صحيحة وآلاف المشاهد من خيال المخرج لإتمام الحبكة مستغلين بذلك أن المشاهد العربي بالغالب لا يقرأ الكتب.
ربما هو النضج من يجعلنا نقيم الأعمال بعين مختلفة الآن ونقرأ ونستشف الرسائل خلف الستار من كل عمل.
النضج عامل مهم فعلا، ونلاحظ مدى ركاكة بعض الأعمال الفنية والكتب حتى عندما نكبر في العمر ونزداد نضجا، تتغير نظرتنا للعديد من الأشياء. كنت أيضا محب لباب الحارة في صغري وكنت أعتقد أنها يعبر عن أهل الشام بصورة حقيقية ولكن الواقع أثبت لي العكس.
التعليقات