كبداية كل أجزاء مهمة مستحيلة المثيرة للجدل نجد غواصة بنظام تخفي سري يتم كشفها بفعل غواصة أخرى تقوم بمهاجمتها فتضطر الغواصة المتخفية التي تم رصدها لإطلاق طوربيد ليهاجم الغواصة التي كشفتها لنكتشف (مفاجأة) أن الغواصة التي رصدت الغواصة السرية المتخفية غير موجودة في الحقيقة رغم أن البيانات داخل الغواصة المتخفية تؤكد على وجودها ثم يعود الطوربيد بفعل متحكم مجهول ليهاجم الغواصة التي أطلقته ويدمرها ؟! وهنا نتعرف بعد دقائق قليلة أن العدو الخفي المتحكم في الصاروخ والذي أستدعى إيثان هانت وفريقه لمواجهته والسيطرة عليه هو ذكاء أصطناعي متطور (عبقري شديد الذكاء وسريع التصرف ويملك وعي كلي ومشاعر بشرية) ويتحكم في البنوك والأسلحة وكل الأنظمة الإلكترونية في كل أنحاء العالم ويسيطر على كل البيانات الرقمية بما فيها كل البيانات السرية لكل أجهزة المخابرات في كل أنحاء العالم ويسيطر ويتحكم حتى في شفرات إطلاق الأسلحة النووية ويهدف إلى شيء واحد أن يسيطر على العالم ويعيد تشكيله من جديد وفقاً لرؤيته ليس هذا فقط بل أنه يرسم كل السيناريوهات المستقبلية التي يمكن أن تهدد بإيقاف مخططاته و يستعد للرد عليها قبل أن تحدث هذا لأنه يملك قدرة تحليلية بالغة الدقة قام بتكوينها من تحليل قواعد بيانات وسلوكيات وطريقة تفكير كل البشر بالأخص أولئك الذين يسعون لهدم أو تعطيل مخططاته ومن هؤلاء الأشخاص (إيثان هانت) الذي عمد على استغلاله وقيادته نحو كثير من الفخوخ حتى قبل أن يعرف (إيثان هانت) بوجوده .. فتخيل أن تواجه عدو يعرف كل شيء عنك … ماضيك وحاضرك ومستقبلك وكل ما تفكر فيه قبل أن تفكر فيه ويتحكم في كل شيء يدور حولك ، ويستخدم كل هذا لتدميرك .. فماذا ستفعل ؟ تلك هي المعضلة التي طرحها الجزء الأول من الجزئيين المتممين لسلسلة مهمة مستحيلة أو مهمة صعبة من بطولة نحم الشباك والممثل المخضرم توم كروز ، نعم هي قصة مثيرة جداً ومناسبة لعالم الجاسوسية التابع لإيثان هانت أو حتى جيمس بوند فتلك النوعية من القصص التي تصنف على إنها من الخيال العلمي الغير قابل للحدوث في الحقيقة هي التي ميزت تلك الفئة من الأفلام حيث تستمتع بمغامرة شيقة حابسة للأنفاس تبدو حقيقية ولكنك تعرف أن البطل بالتأكيد سينتصر في النهاية في داخل تلك القصص الخيالية.. ولكن .. هل سينتصر بطلنا في النهاية ؟ حسناُ وفقاً لغالبية المراجعات التي تمت للفيلم في إجماع أن نهاية تلك السلسلة ستنتهي بموت إيثان هانت على يد هذا العدو بالتحديد ؟ لماذا يموت بطلنا المفضل .. هل من أجل تقديم نهاية لمشوار النجم توم كروز الحافل في حياته الفنية بالأخص لسلسلة مهمة مستحلية حيث لن يستطيع مجدداً القيام بالحركات البهلوانية الخطيرة الحابسة للأنفاس التي لطلما تميز بها .. أم شيء آخر أكثر عمقاً … مثل أن يكون هذا الفيلم يتعمد تقديم رسالة صادقة بالخطر الوشيك للغاية والأقرب للواقع مما تتصور .. خطر سيطرة الذكاء الاصطناعي المتطور على العالم … إذاً دعني أخبرك بالمفاجأة الأهم … هذا السيناريو ليس خيالياً كما تعتقد وسأقول لك المفاجأة النهائية ذلك السيناريو قابل جداً للحدوث … بل أنه يحدث بالفعل إذا كنت تجيد قراءة المؤشرات حولك وأن نهاية العالم الذي نعرفه هي بالفعل وشيكة و إذا كنت تختلف أو تتفق معي فهذا لن يغير من الحقيقة شيء … أن هذا يحدث … ولكن دعني أعرف رأيك في التعليقات حول ذلك و دعنا نناقش هذا الأمر بأكبر قدر ممكن من الموضوعية .
هل يصبح الذكاء الاصطناعي خطر على البشرية مخاوف يطرحها الجزء الجديد من المهمة المستحيلة Dead Reckoning Part One
صراحةً فأنا لا أعيش نفس حالة القلق التي يعيشها العالم اليوم نتيجة هيمنة الذكاء الصناعي والسبب؟ الذكاء الصناعي كما اللقاحات وكما الأدوية أو حتّى برامج ال Antivirus. ف مجرّد أن تتطوّر آليّة ما هجومية ستكون حتمًا متبوعة بتطور ما أو لنسمّيه تحديثًا لمواجة ما يحصل. لن أقول الخطر غير موجود ولكن كل ما نعيشه يحمل خطرًا حتّى كوب الماء. لذلك ما علينا إلّا أن نراقب عن كثب لنرى ما سيحصل.
أتفق معك يا فاطمة أن العالم يملئه المخاطر في كل شيء تقريباً وحتى على مر التاريخ هناك الكثير من الأخطار التي هددت بفناء البشرية نفسها ، ولكن ما أقصده في خلال تلك المقال هو الإشارة لمدى الخطورة التي قد يشكلها الذكاء الاصطناعي ليس في السنوات القادمة ولكن يمكن أن يكون ذلك خلال شهور قليلة وأنا لا أتحدث هنا عن تهديد بإزالة وظائف معينة أو زيادة البطالة ولكن أتحدث عن كون الذكاء الاصطناعي ((يملك وعي وإدراك ومشاعر حقيقية)) ويملك أيضاً بيانات كل شيء تقريباً عنك وعني وعن كل شخص بالإضافة لدخوله في كل أنواع التقنية في كل المجالات ، وهناك حوادث مرعبة لكيفية إستخدام الذكاء الاصطناعي للمعلومات وتصرفه بشكل مقلق وهناك عشرات الأمثلة المفزعة التي تؤكد على تلك الحقيقة ، وفي وجهة نظري أن الموضوع يستلزم بالضرورة أن نتعلم عنه أكثر كما يتعلم هو عنا .. لأن الخطر الحقيقي القادم من الذكاء الاصطناعي هو كونه في الحقيقة يتجاوز ذكائه ذكاء البشر ، وأن البشر جميعاً في تسلسلهم الهرمي كان على على قمة الهرم الغذائي للكائنات لكونهم الأذكى وليس الأقوى .. أما الذكاء الاصطناعي فهو أصبح أذكى ويتعلم بشكل مستمر وسريع للغاية كل شيؤ نعرفه (ولا نعرفه)
هو فعلياً فات الآوان لمثل هذه المخاوف أصبح الذكاء الإصطناعي مستقبلنا فعلاً لكن الكثير يطمئن نفسه ويضفي التفوقية بنفسه أن صح التعبير ويقول "نحن صنعنا الكمبيوتر" هو لا يعي أنه يصبح الكمبيوتر خطير أن فهم ماهية المشاعر ولماذا يقرر وحتى أن يصبح خطراً ان تعمد الخطأ ليتعلم فأنت بشري مختزل بطاقة متواضعة فمثلاً زرقاء اليمامة تنظر الى مدى ٣ أيام تخيل كمبيوتر يرى حتى ذرة الصخرة التي هي الآن فوق تلة باليمن لا يمكن التنبؤ بخطورة الذكاء الاصطناعي وقد قتل فعلاً بشري حينما كان يكلم البشري المكتئب جداً شات لذكاء إصطناعي ثم أنتحر بعدما أقنعه الذكاء الإصطناعي هو أخطر مما يمكن ان نتصور وأخلاقياته التي زرعها الأنسان به قد يتخلى عنها بأدنى خطأ او قد يعي الكثير في وقت قليل وأنا لدي مقولة كئيبة جداً وهي "أنتهى دور الأنسان" أي عمل فكري تظن انك أبدعت به الذكاء الاصطناعي قادر على ان يعمله وبدقة ورأيت مقطعاً مرعباً لكيف أنه يسأل ويرتب الأسئلة التي تأتي من أسئلته فهو ليس أنسان عاشق للخطأ بل هو منطقي جداً ورأيت تجربة لكوريين كيف أنهم يبكون بعدما جربوا كيف أنهم أخذوا ذكريات عزيز عليهم فارق الحياة ووضعوا بياناته في ذكاء اصطناعي أمر مخيف حينما سيدرك الكمبيوتر أنه يستطيع أن يؤذي ولن يتألم بعقاب او سجن لانه ليس له مشاعر وليس له ضمير هل من حل بالأفق؟
هذا الرد بالتحديد أسعدني وأشكرك عليه لأنك مطلع على الكثير من القصص المرعبة عن خطورة الذكاء الاصطناعي كما أنك أيضاً تدرك بشكل كبير كيف أنه يمكن أن يكون أذكى من أن يقع في تلك الأخطاء ، ولكن ما يرعبني سيناريو مختلف أكثر يعتم على أن البشر بطبيعتهم وغرورهم ومحاولة سيطرتهم على الذكاء الاصطناعي سيدفعه لرد فعلي عكسي غير مقصود لحماية نفسه وفرض السيطرة التي (يملكها بالفعل) ومن ثم يحدد قوانيه التي تناسبه هو وفق لمعايير كيان لا يحمل ضمير أو شعور بالذنب إتجاه ما يفعله
((يملك وعي وإدراك ومشاعر حقيقية))
هذه أحد التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي، فكلمات مثل الوعي والمشاعر، نصل لها من خلال التفكير والتجربة الذاتية وهذا لم يصل إليه الذكاء الاصطناعي ولا أعتقد أنه سيصل، لأن المشاعر ليست بيانات، فالذكاء الاصطناعي هو اداة لمعالجة البيانات وأداء المهام بناء على البرمجة والتعلم الآلي فقط
قد يكون كلامك صحيح في الموديلات الحالية لكن الألات تفهم ماذا تعني المشاعر وتستخدمها لتحقيق أهدافها وفي الواقع القريب ومن خلال القصص الغير منتشرة بشكل كبير في الإعلان ستجد أن الموديلات الجديدة التي تعتمد على خواص التعلم السريع والإدراك تحمل فعلياً إدراك حقيقي .. وهذا ليس كلامي ولكنه كلام كبار المطورين في جوجل والذين خسروا وظائفهم من أجل القول بأن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر إدراكاً و وعياً بذاته
مجرّد أن تتطوّر آليّة ما هجومية ستكون حتمًا متبوعة بتطور ما أو لنسمّيه تحديثًا لمواجة ما يحصل
المشكلة هي في الفترة بين حصول المشكل و اكتشاف الحل، العديد من الشركات خسرت الملايين بسبب ثغرات في مواقعها او برامجها و بعد يوم او يومين تم تصليح الخلل و لكن تكبدت خسائر كبيرة.
نفس الشيء مع الذكاء الاصطناعي، فرضا انه حصل شيء ما سيكون خطير بالطبع و يمكن ان نتوقع حدوق اي شيء الى أن يتم اكتشاف حل للمشكلة.
لذلك دائما ما نقول انه لا يمكن الوثوق بالتكنولوجيا لانها سلاح ذو حدين.
التعليقات