جواد الشكرجي ممثل وفنان عراقي ولد في بغداد عام 1951. تخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1978 وله الكثير من الأعمال الفنية داخل وخارج العراق.

أول أعماله الفنية كانت مسرحية «الغضب» من إخراج اديب القليجي. ومن ثم شارك أعمالاً فنية كثيرة منها مسرحية «ألف رحلة ورحلة»، و«لو» (وهو نص مأخوذ عن مسرحية «الألم» والتي كانت من إعداد الفنانة والكاتبة عواطف نعيم والتي فاز بها كأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى عام 1989، وكذلك مسرحية «حكايات العطش والأرض والإنسان». أما في السينما العراقية مثل في «العاشق» من تأليف عبد الخالق الركابي، و«الأيام الطويلة» من تأليف عبد الأمير معلة وهو الفيلم الذي يروي جزءاً من حياة صدام حسين إبان مطلع الستينيات .

كما تم دعوة الفنان جواد الشكرجي الى مهرجان الاردن الدولي للأفلام كضيف شرف للمهرجان ،

وللمزيد من التفاصيل كان لي هذا اللقاء الخاص مع الفنان العراقي جواد الشكرجي . ​

أستاذ جواد أهلا بك معنا في موقع مجلة كالدو سعداء جدا بلقائك ، بداية أستاذنا الكريم ما أهمية المهرجانات التي تقام في مختلف الدول العربية ، كالمهرجانات المسرحية والمهرجانات الدرامية والسينمائية ، ما أهميتها لديكم ؟ 

بداية أهلا وسهلا بكم وبموقعكم الرائع وأشكركم جزيل الشكر على إهتمامكم ، بداية انا سعيد جدا بدعوتي الى مهرجان الاردن الدولي للافلام ، واشكر ادارة المهرجان على هذه الدعوة الكريمة . 

بداية دائما وأبدا منذ شبابي وأنا أتواجد في المهرجانات المسرحية والشعرية والسينمائية والمهرجانات الإحتفالية عن القصة والرواية سواء في بلدي العراق أو خارجه ، وقد أبهرتني الحقيقة المهرجانات في تونس منذ أربعة أعوام ، كان يقام سنويا من ٤٠٠ الى ٤٥٠ مهرجان ، هذا الكم الهائل من المهرجانات بكل الاتجاهات ( شعر ، سينما ، رقص ، سيمفونية ، تلفزيون ) وغيرها ، رسمت في ذهني صورة جميلة جدا ومشرفة.  ​

كلمة مهرجان كلمة حركية وإيقاعية وضوئية ، فالمهرجان بالنسبة لي ولأي فنان في العالم هو بهجة وفرح ، لذلك كنت أتمنى أن يكون مهرجان الأردن الدولي للأفلام يحمل هذه المواصفات ، ألا يكون عدد الأشخاص محدودا ، ألا يكون عدد الضيوف قليل ، ألا يكون عدد المدعوين الى مشاهدة الافلام أيضا قليل ، فأعتقد من أهم سمات المهرجان أن يكون الحضور مركز ، وإضافة إلى أن يكون مركزاً أن يكون هناك إحتفالية ، وأقصد الإحتفالية هنا بالبهجة والفرح . 

إذا فأؤكد هنا يجب على المهرجان أن يكون إحتفالي ، أنا كجواد شاركت في مهرجانات عديدة، مهرجان في العراق ، القاهرة، تونس، المغرب وفي مختلف الدول ، كما شاركت في مهرجان كوبا في عام ١٩٧٨م ، كانت هذه المهرجانات في ذلك الوقت بحركتها وإيقاعها وفرحها تبدأ من الصباح الباكر الى الصباح الباكر في اليوم التالي ، فعندما نرى مهرجان محدود الأيام لا يحتوي على الفرح والبهجة والحركة والإيقاع والتلاقي ، نرى بأن هذا المهرجان مجرد وظيفة لا أكثر . 

كما أعتقد بأن التلاقي مهم جدا في مختلف المهرجانات ، لأن التلاقي يساعد الناس على التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى ، سواء كانت عربية أو أجنبية ، كما أرى بأن عرض الأفلام التي عرضت في مهرجان الأردن الدولي للأفلام رغم محدودية الأشخاص والضيوف والمدعوين إلا أنه نوع من أنواع التحدي لذاتي شخصيا وللآخرين وللأشخاص الذين لا يرغبوا بأن يكون الفن فقط مجرد أفلام قصيرة فقط ، فيجب على المهرجانات خلق فعاليات حتى تستمر سواء كانت كما قلت لك في البداية أدبية ، شعرية ، مسرحية ، تلفزيونية أو حتى سينمائية .

في بعض الأحيان يميل المتلقيين إلى مشاهدة الأعمال الدرامية والمسرحية أكثر من الأعمال السينمائية ، لإعتقادهم بأن الأعمال الدرامية والمسرحية تعطيهم الوقت الكافي والوعي الكافي لتلقي وإستيعاب القصة المعروضة ، بعكس الأعمال السينمائية التي تختزل في عرض قصصها لمدة ساعة أو ساعتين ، ما رأيك في هذا ؟ 

في الأردن هذه النقطة للأسف موجودة وذلك لعدم وجود صالات سينمائية كبيرة لعرض الأفلام السينمائية ، فإنتاج الافلام ضعيف جدا جدا جدا ، لأن صناعة السينما تحتاج إلى رأس مال وإلى إنتاج قوي جدا ، وإلى صالات عرض ومن ثم الجمهور ، هذه العناصر مهمة حدا وتكمل بعضها البعض وإن فقدت إحداها إعلمي سيدتي بأن الصناعة السينمائية حتما ستفشل.  

ولكن لو تحدثنا عن مختلف الدول العربية الحركة السينمائية موجودة وبكثرة وحركتها هائلة وإنتاجها متقدم . 

في مصر مثلا ، أعتقد أن الإنتاج السينمائي المصري أقوى بكثير من الإنتاج التلفزيوني ، أيضا دولة تونس فهي دولة متقدمة سينمائياً ،ومتطورة مسرحياً ولكنها ضعيفة الإنتاج الفني والفكري ، لربما في السنوات الأخيرة أصبحت بعض الأعمال التلفزيونية متقدمة في تونس نوعا ما ، ولكن هذا لا يعني أنها تفوقت على تطور وتقدم الأعمال المسرحية والسينمائية.  

أيضا المسرح المصري ضعيف جدا ليس له وجود ، وفي بداياته تأسس بمساعدة الأشقاء السوريين قاموا بخلق حركة مسرحية في مصر ، أما السينما المصرية إنتشار بسرعة هائلة في مصر وفي مختلف الدول العربية ، فالحركة السينمائية في العراق تقدمت بسبب وجود العنصر المصري ، فقد قاموا بتقديم بعض الأعمال المشتركة كفيلم ( القاهرة بغداد ) ، من بعد هذه الأعمال إنطلقت الحركة السينمائية في العراق . 

لذلك سيدتي تلقي الأعمال الدرامية والمسرحية أكثر من الأعمال السينمائية نسبة تختلف من دولة إلى دولة أخرى . 

أعتقد بأننا نحتاج إلى إستقطاب الجمهور ، لأن الفن سلاح ذو حدين ، الحد الأول أن يقدم فناً راقياً ، والحد الثاني هو إكتشاف جمهور ذكي .

ماهي أهم القضايا والرسائل التي يفتقدها المتلقي في صناعة الأفلام السينمائية ؟ 

الحياة مليئة بالأفكار ، لربما الأفكار محدودة جدا منذ بدء الخليقة، كالحسد ، الغيرة ، الحب ، الحرب ، الرأس مالية ، الفكر السياسي وغيرها من الأفكار، أفكار محدودة ، ولكن الحياة تكتظ وتعج بالأحداث والقضايا التي تهم المتلقي ، فلابد للفنان أن يتعمق في المجتمع أكثر حتى يستقطب فكرة معينة ويقدمها بشكل لائق على المسرح أو الدراما أو السينما ، فهذا عمل الفنان أن يتعمق في المجتمع وأفكاره ، لا ينتظر الكاتب لكتابة الفكرة ، يجب أن يكون الفنان دائما في حالة إستنفار في الحياة ، أن يراقب ماذا يحدث ؟ ماذا يجري ؟ سواء في السياسة ، في المجتمع ، أيضا يجب على كلا من الكاتب والمخرج أن يلتقطوا الأفكار للتعبير عنها .​

ماهي الكلمة التي تحب أن توجهها الى الجمهور السينمائي ؟

كلمة مفتوحة بالطبع ، ألا وهي أن يحاولوا دائما أن يخلقوا تواصل مع الأشخاص الذين لا يرغبوا في الذهاب إلى السينما ، أن يشجعوا الآخرين على مشاهدة الأفلام بإختيار الأفلام أيضا فهذه النقطة مهمة جدا ، وهي ألا يذهب المشاهد الى السينما لمشاهدة أي فيلم لأن هناك الكثير من الأفلام لربما تفسد ذهن المشاهد وعقله ، ألا يذهب لمشاهدة الأفلام السلبية ، فالسينما ليست فن خالص أو رسالة سماوية ، فهناك الكثير من الأفلام تحمل فكر سلبي ، تحمل في طياتها أفكار تنمرية ، التمييز العنصري ، التعبئة الإيديولوجية ، وغيرها من الأفكار . 

السينما سيدتي خطرة جدا وأخطر نوع من أنواع الفنون ، فهي تمتد لسنوات عديدة ، كالأفلام المصرية التي بدأت في الأبيض والأسود لا تزال موجودة الى يومنا الحالي ، والآن استطاعوا من خلال التكنولوجيا أن يضيفوا لها الألوان وكأنها صورت قبل شهور فقط ، لذلك الشريط السينمائي سيبقى أرشيفا وسيبقى مادة غنية يُحتفظ بها لعشرات ومئات السنوات .

ما هي مشاريع الفنان جواد الشكرجي المستقبلية ؟ 

حقيقة أنا لم أتوقف عن العمل بحمد الله ، فلدي برنامج ليس من مشمولياتي ولكن هو عمل إعلامي يقدم على قناة ال Mbc العراق في موسمه الرابع ، أيضا لدي عمل تلفزيوني بعنوان ليلة السقوط سيعرض على بعض القنوات العربية ، والآن أنا بصدد المشاركة في عمل درامي تلفزيوني في بغداد ، ولكن على مستوى المسرح الذي أعتبره هاجسي وعشقي ، للأسف لا أعمال مسرحية لدي ، لأن العروض المسرحية تحتاج إلى فريق عمل وتدريبات متواصلة ، فالإنتاج المسرحي أصعب بكثير من الإنتاج التلفزيوني والسينمائي .​

نشكرك على إمتاعنا بهذا الحوار الشيق وإعطائنا القليل من وقتك نتمنى لك النجاح والتألق أكثر وأكثر .

أشكركم جزيل الشكر على إهتمامكم ، أشكركم .