هل هناك حقا مزارع نقر في مصر؟!

طبعا.

إعتمد صاحب الفيديو على الأسماء الغريبة المعجبة بصفحته لوصفها أنها حسابات ملك لمزارعي نقر، مقال للإسم المذكور Ahmed Ronaldo.

أنا مغربي، و نصف أصدقائي المصريين و المغاربة لديهم أسماء حسابات أكثر ذهشة من هذه.

قال صاحب الفيديو أن Ahmed Ronaldo معجب ب 3000 صفحة إلا أن الظاهر أنه مغجب بحوالي 800 صفحة و هو عادي جدا.

قال أيضا أن Ahmed هذا يعجب بكل الإعلانات، بعض أصدقائي يفعلون هذا و أكثر، إذ يجدون و كأنها فرصة لضغط لايك... فيفعلون.

أعرف هذا إن أنه تظهر لي دائما إعلانات "صديقك فلان معجب بهذا، قم بالإعجاب أيضا"، و دائما تظهر لي نفس الأسماء... أحيانا أفكر أن أفعل المثل لأظهر بشكل قوي عندما يكون أصدقائي يتصفحون الفيسبوك.

في النهاية صاحب الفيديو وضع صفحة لقط جميل و كتب ملاحظة صغيرة للمستخدمين بألا يضغطوا لايك و توقع أن من قاموا بعمل لايك هم مزارعي نقر، خطة غبية تماما... كون الإعلان سيظهر لدى عدد كبير جدا من الأشخاص ما يعني أن شخصا ما سيضغط لايك لا محالة. مع أن التنبيه لو يكون واضحا أو ظاهرا جدا و الأغلب سيعتقد أنه نكتة فقط. فهل حقا تعتقد أن لا أحد سيعمل لايك لصفحة مكتوب فيها "هذه صفحة مملة لا تعمل لايك"، صراحة مدوني الشخصية مكتوب فيها نفس الشيء تقريبا كوصف.

المهم الأسباب كثيرة و صاحب الفيديو واضح أنه بعيد كل البعد عن هذا المجال.

ليس كل ما في الفيديو خاطئ لكنّه إعتمد مغالطة جداً مكشوفة وسيّئة .. ليصل لنتيجته النهائية : لا تشتروا إعلانات الفيسبوك.

المغالطة التي إستخدمها، هي أنّه أراد أن يقنعنا أن مزارع النقر، منتشرة في دول العالم الثالث فقط .. + أن مصر من أكثر الدول التي تتاجر في هذا المجال، هل كلامه خاطئ؟ نعم، ولا.

صحيح، الدول العربية تحاول أن تتاجر في مزارع النقر، لكن الإنسان العربي، لما يقرأ حرف، يطلب مليون دولار راتب، ولما يتعلّم حرفين، يصبح يطالب برئاسة الوزارة، فكيف بالله عليك، شخص تعلّم كيف يفتح حساب فيسبوك "وهو أمر عظيم، مستعظم عندهم" أن يعمل لقاء 1 دولار لمدري كم ألف حساب وهمي.

الفكرة يا عزيزي أن العرب أساساً لا يقيّمون اللايك حق قيمته، ويرمونه يمنة ويسرة، يكفي فقط تعجبه صورة بروفايلك يرسلّك طلب صداقة أو يعملّك لايك. ف هو يريد أن يقنعنا أن كل هؤلاء هم بقرات ناقرة عند مدير المزرعة.

ثم يأتي للمغالطة، بحيث يربط، (( وهنا يا سيدي المحترم يا من يفهم في الفرق بين "شيء من التجربة الشخصية" وبين "الواقع العلمي"، هو يأتي بالمعلومات من تجربته الشخصية، وكم مرة يقول: ومن أين أنا أعرف؟ طبعاً لأنني كذا وكذا ...، ناهيك عن الأخطاء التي وقع فيها لا يهم )) ، فيأتي لهذه المرحلة يريد أن يقنعنا بفكرته فيقول :

أن اللايك العربي يشبه في مميزاته اللايك المجمّد ، وما هي المميزات :

1- لا يتفاعل مع المنشورات (ومع الصفحة بشكل عام)

وفقط، هذه هي كل المميزات، وهذا هو كل التشبيه ...

ألا يجعلك تتذكر مثال بسيط في الفلسفة الأرسطية: أنا كائن حي، الكلب كائن حي، أنا كلب.

ثم دعني أذكّرك هو من قام بالإستهداف عندما قام بإعداد إعلانات الفيسبوك ؟

مصر + الدول الشهيرة بالعمل في مزارع النقر ... وأيضاً أمريكا

فالخطأ على مين ؟ هو مستقصدنا يا زلمة، والله العظيم أنّه هو الغلطان يا رجل، رمى بحاله عند ناس لا تفهم ما ينشر، ثم يطالبهم بالتفاعل معه إن كانو ناس حقيقية وليسو بقر؟

الآن، إن كان هو إستهدف ناس لا تملك إنترنت في البيت، ولا تفهم لغته، ولا تدري أصلاً على ماذا يتكلّم، والفيسبوك يقول لهم : هذه الصفحة قد تُعجبك.

ثم يأتي الرجل ويطالب بالتفاعل ؟؟؟؟ يا أخي حط ذهب داخل الماء ، وتعال إبكي لأنه لم يصدأ ... ولما تتعب من البكاء يخطر ببلك أن تحلّل الظاهر كما يفعل الريفيون البسطاء، قال إيش، قال العصافير أرجلها عازلة للكهرباء :/ لماذا؟ لأن الإنسان لما يلبس بوت عازل للكهرباء ويقف على السلك الكهربائي لا يتكهرب، فكذلك العصافير ....

ما أريد قوله، أن الرجل إستخدم مغالطة للإستدلال على أن التجربة التي قام بها تؤكّد أن هناك حسابات وهمية على الفيسبوك، وهذه الحسابات تعطّل من نمو الصفحة (وهنا بدأ في المغالطات الأخرى) وعليه خلص إلى النتيجة والمشاهد يمكنه أن يرى وكأن النتيجة كانت جاهزة من قبل: لا تستخدم إعلانات فيسبوك ....

ولكي يلعب الحركة :شاه مات، إستبق الأحداث على من يأتي ويقول: خلاص الفيسبوك حذفوا الحسابات الوهمية وووو ، فقال : حتى لو حذفوا الحسابات الوهمية المسألة لن تعالج ، وهنا كانت آخر مغالطة .. فهي نتيجة وصل إليها دون أي إستدلال منطقي علمي مبني على أسس صحيحة أو تجربة سليمة¹ ...

[¹](