في كل مرة نعود فيها من تجمع عائلي، أو لقاء عمل مطوّل، أو حتى محادثة طويلة مع أحد الأصدقاء، نشعر بشيء يصعب وصفه بدقة… ليس حزنًا، ولا مللًا، بل إرهاقًا داخليًا صامتًا. وكأن أرواحنا خارت قواها من مجرّد "التفاعل".
حين نتحدث مع أحدهم، لا يعمل لساننا فقط… بل تنشط شبكات ضخمة في دماغنا مسؤولة عن تفسير لغة الجسد، وتحليل تعبيرات الوجه، وتوقّع ردود الأفعال، ومراقبة أنفسنا في ذات اللحظة. باختصار: عقلنا يعمل وقتًا إضافيًا.
ولدى الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو الانطوائية، فإن هذا النشاط يرافقه توتر مستمر. فهم لا يتفاعلون فقط، بل يراقبون أنفسهم وهم يتفاعلون، ويحلّلون كل كلمة خرجت منهم، وكل تعبير وجهي بدر منهم، في محاولة لتجنّب الحرج أو الرفض.
غالبًا ما يُساء فهم الانطوائيين بأنهم "لا يحبون الناس"، وهذا غير دقيق. الحقيقة أن الانطوائيين يتأثرون بشكل أعمق بالتفاعلات الاجتماعية، وبالتالي يحتاجون وقتًا أطول لاستعادة طاقتهم بعدها. هذا لا يعني أنهم لا يستمتعون بها، بل أن تكلفتها العصبية عليهم أعلى.
فمن تجاربكم، كيف نعيد شحن طاقتنا الاجتماعية؟
التعليقات