جميعنا نمر بلحظات ننفصل فيها عن واقعنا سواء بإرادتنا أو بغير إرادتنا، مثلا أكثر المواقف الشهيرة لحالات الانفصال هي في أثناء القيادة ساعات طويلة، قد نتوقف في محطات بنزين وغيرها وربما نتفاعل مع بعض الناس ولكن "فعليًا" لا نتذكر ذلك، لأن سياق القيادة تحول إلى عملية لا واعية، الأمر نفسه مع الاستحمام، الشرود الذهني "أحلام اليقظة"، أو مشاهدة الأفلام، أو حتى الطبخ، كلها عمليات ننفصل فيها عن التوتر، بل ونختار المهام السابقة بإرادتنا حتى ننفصل عن الواقع.
قد نختار الانفصال عن الواقع كآلية دفاعية في حالة حدوث مواقف صادمة( حالات التنمر في المدرسة- استهزاء الأب أو الأم بالأبناء) لا نستطيع الهرب منها جسديًا، لذا؛ الحل الوحيد هو إيجاد وسيلة للخروج من تلك اللحظة، سواءً بالتركيز على فعل آخر، وكبت كل المشاعر الخاصة بهذا الموقف، أو بتكوين عادة مثل الأكل العاطفي، وهو الهروب من المواقف والتوتر عن طريق تناول كميات كبيرة من الطعام.
حالات الانفصال قد تصل لاضطرابات تفارقيه، كاضطراب الهوية لتفارقي "تعدد الشخصيات" ولكن يلزم هنا وجود صدمة قوية جدًا جدًا في مراحل الطفولة (عنف جسدي أو جنسي)، وتلك الحالات تحتاج لعلاج نفسي قد يأخذ مدة طويلة جدا.
في الحقيقة، المشاعر المكبوتة في داخل عقولنا تخرج عن طريق إسقاطات في مواقف مختلفة، نجد أننا نغضب في سياقات غير محفزة لذلك، أو نتلعثم ونقول كلمات مفاجئة في سياق غريب، أو نُشعر الآخرين بوجود نقص لديهم وهكذا. فهل مررتم بتجارب مشابهة مع مراحل الانفصال المختلفة، وكيف يمكننا التعامل مع المواقف الصادمة دون التحول الأوتوماتيكي للانفصال عن الواقع؟
التعليقات