الفاعليات الرياضية مليئة بالحماس والإثارة، خاصةً إن كنت من هُواة حضور المباريات في الإستاد. لكن ما تأثير كل تلك الإثارة والحماس على صحتك؟
الحمد لله أن كورونا حدت جزئيا من حضور هذه الفعاليات، الحقيقة لم أكن اعلم أن الحماس الرياضي، من الممكن أن يؤدي إلى حد النوبة القلبية المميتة، ولكن الجيد في الأمر ان الجهات البحثية في الدول التي ذكرتها في مقالك مهتمة بصحة المواطنين والبحث في اسباب مرضهم وتوقيتاتها ودراسة سلوكياتهم حتى في مجال الترفيه والألعاب.
وما يدهشني حقا هو : كيف لإنسان كرمه الله بالعقل، يفقد السيطرة على اعصابه وانفعالاته بسبب مباراة، ويتسبب لنفسه في الأذى المميت؟
ما رأيك يا فاطمة، هل توافقيني ان مثل هؤلاء لابد أن لديهم مشكلة نفسية واجتماعية ما جعلتهم ينزلون حب الفرق الرياضية في نفوسهم حد الهوس؟ كأن يكون لديهم فراع عاطفي، أو هو ربما ضعف الدين والارتباط بالخالق، وربما رفاهية الحياة أيضا.
لأني أعرف دول اخرى، قد لا يجد المرء قوت يومه ولا مصاريف دروس أولاده ولا تكاليف علاج زوجته، ومع ذلك يصمد ويستمر في الكفاح، ولا يغضب لهذه الدرجة.
وما يدهشني حقا هو : كيف لإنسان كرمه الله بالعقل، يفقد السيطرة على اعصابه وانفعالاته بسبب مباراة، ويتسبب لنفسه في الأذى المميت؟
سأكون صريحة معك، أنا من هواة مُشاهدة كرة القدم. وربما يرجع ذلك لكوني نشأت في عائلة من مُشجعي نادي الأهلي، ليس هذا فحسب، بل ومارست هذه الرياضة. ولذلك أعلم جيدًا شعور الاندماج بكل جوارحك في اللعبة ومُتعة ممارستها والتكتيت لكلك حركة وجمالية الأهداف ومدى الحزن المُصاحب لخسارة فُرصة ضائعة خاصة عندما يكون "الأسيست" أجمل من "الهدف" . أما من ناحية مُشاهدتها فلها مُتعة كذلك وخاصة حين نتحدث عن "الكلاسيكو" بتعليق "عصام الشوال". وبالطبع أتفق تمامًا في جزئية فقدان السيطرة على الأعصاب إلى حد أذية النفس.
ينزلون حب الفرق الرياضية في نفوسهم حد الهوس.
كورونا حدت جزئيا من حضور هذه الفعاليات،
ربما يرجع ذلك إلى فكرة "الانتماء". فالمُشجع "الأصيل" ليس مُجرد مُشجع للفريق بل هو جزء من هذا الكيان، يعلم كل صغيرة وكبيره عن ناديه بداية من تاريخ التأسيس إلى أرقام البطولات والانتقالات ...إلخ. كما أنه جزء في تحقيق البطولات التي يتحصل عليها النادي وذلك ما يُطلق عليهم "الألتراس" والدليل على ذلك تأثير غياب الجماهير عن دوريات كرة القدم هذا العام انعكس بشكل واضح في أداء اللاعب والاختلافات الجوهرية بين نسبة الفوز والخسارة على ملعب الفريق مُقارنة بالموسم الماضي، وكذلك مدى حرية وتقييد حكم المباراة.
ولن تجدِ تلك الظاهرة في الألعاب الفردية على سبيل المثال.
التعليقات