منْ منا لم يقرأ نوادر جحا وضحك عليها وتقريبا جميعنا لديه أحدهم يحفظها عن ظهر قرب، وطبعا تعلمون أن بطل قصصه وشريك كفاحه كان الحمار، لماذا الحمار تحديدا هل لديكم تخمين أو معرفة حول السبب، وبالمرة شاركونا أكثر واحدة تعجبكم من بين نوادره.
لماذا اختار جحا الحمار ليكون بطل نوادره؟
أعتقد أن مسألة اختيار الحمار في أساطير جحا الشعبية مرهونة بطبيعة الكائن نفسها على العديد من الأصعدة، والتي من أبرزها:
- الخلفية الاجتماعية عن حيوان الحمار، من حيث قدراته الذهنية على حفظ الطرق وتعوّد الأفراد على دوره في المجتمع الإنساني وصلته التي لا تنقطع بالإنسان حتى الآن.
- صورة الحمار التراثية التي دائمًا ما تبرز قدرته على التحمّل، بالإضافة إلى الصورة التي تدل دائمًا على كون الحمار كائن مستسلم على الرغم من ذكائه.
- السياق التاريخي الخاص بتاريخ الإنسان الطويل من العشرة والتعوّد مع هذا الكائن، وبالتحديد في الدول التي عرفت الزراعة وأعمال الحقل.
أمّا بالنسبة لأقرب نوادر جحا إلى ذاكرتي الآن، فهي قصة رأي الآخرين، حيث أن جحا ذات يوم كان يتمشّى مع حماره وابنه راكب فوق الحمار، فأشار المارة غير معجبين بالابن العاق الذي ترك والده يمشي على قدميه واستراح هو. جلس جحا لهذا السبب فوق الحمار وأنزل ابنه، فأشار إليه المارة لكونه رجل قاسيًا يترك ابنه يمشي على قدميه، فرفع ابنه معه فوق الحمار لينتقده المارة مرة أخرى بسبب قسوته هو وابنه على الحمار المسكين بكل ذلك الوزن.
فاض الكيل بجحا، فنزل هو وابنه ليسيرا بجوار الحوار، فاتهمهما المارة بالجنون لأنها تركا البهيمة ومشيا بجوارها، عندها أدرك جحا أن السير تبعًا لآراء الآخرين ما هو إلّا حلقة مفرغة من الحيرة وعدم الرضا.
نعم كلنا نعرفها بشدة منذ الصغر، ويقال أن جحا وحماره ينسب لبعض الشخصيات القديمة مثل نصر الدين جحا أو أبو الغصن دُجين الفزاري لأنه فى الزمن القديم كان استخدام الحمار من اهم المواصلات وقتها فى داخل المدن، ولكن فى السفر خارج المدن كان هناك الجمال والأحصنة كما نعلم جميعاً، وحين نتمعن فى الأمر سنجد بأن الناس قديماً كانوا مرتبطين بشدة بالحمار لأنه يأخذهم طول الوقت فى جميع مشاويرهم، والقصة المفضلة لدى هى أن كان جُحا راكباً حماره حينما مرّ ببعض القوم، وأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له: يا جحا لقد عرفت حمارك ولم أعرفك فقال جحا: هذا طبيعي لأنّ الحمير تعرف بعضها .
التعليقات