تمكّنت أخيرًا من رشف بعضٍ من الحليب الساخن من داخل نظام التشغيل لينكس، بعد أن أتممت تحميله ونسخه على USB.

بعد ذلك استطعت بعد جهدٍ كبير أن أكتب ورقة بحثية تخص المدرسة الابتدائية المجاورة لنا، عن أهمية الحفّاضات في الحفاظ على مستويات منخفضة من الانحباس الحراري المنبعث من السرعة الزائدة للإنترنت.

أثناء كتابتي لهذه المقال كنت أسمع نقراتٍ سريعة على لوحة المفاتيح، فنظرت في داخل اللوحة الأم للحاسوب، فوجدتها تطعم أبناءها بعض الخبز اليابس، وقالت أنها بالكاد تعيش مع ارتفاع المعيشة وغلاء الأسعار، وتفكّر في الانتقال إلى جهاز حاسوب آخر في الريف.

حزنت عليها، وطلبت من المعالج أن يحاول مساعدتها باعتباره عنده عدّة نوى، ولكنّه شكى أيضًا وتذمّر.

بدأت الموسيقى بالعمل حولي، وسمعت أنغام حزينة، ولكنني لم أحزن لأن كوب الحليب الساخن كان لا يزال بجانبي يهدّئني ويُشعرني أنه طالما يمكننا النوم والاستيقاظ في مكان آمن، في صحة وعافية، فنحن ملوك العالم.