كنت أظن أن التعلّم يبدأ بدورة تدريبية أو خطة منظمة، لكنني اكتشفت لاحقًا أن أكثر ما ثبت في ذهني، كان ما تعلّمته لحل مشكلة فعلية واجهتني أثناء العمل. في أحد المشاريع، تعثّرت في تنسيق ملف معين طلبه العميل بطريقة محددة لم أستخدمها من قبل. بدلًا من القلق، بحثت عن الطريقة، وتعلّمتها في دقائق، ونجحت في تنفيذها. المعلومة لم تغادر ذهني بعدها، لأنني ارتبطت بها بتجربة واقعية. من هنا، قررت اعتماد استراتيجية "التعلّم بالمشكلة" (Problem-driven learning). مع الوقت، لاحظت أنني أتعلم بعمق أكبر حين أواجه مشكلة فعلية أثناء تنفيذ مشروع. لا أنتظر حتى أنتهي لأبحث، بل أتوقف لحظتها، وأتعلم ما أحتاج إليه مباشرة، ثم أعود للتطبيق فوراً. هذا النوع من التعلّم كان مختلفًا تمامًا، فالمعلومة التي أحتاجها لحل مشكلة حقيقية غالبًا ما تترسّخ في ذهني ولا أنساها.. وأنتم، كيف تتعاملون مع لحظات التوقّف أثناء العمل؟
التعلم بالمشكلة، كيف ساعدني في تطوير مهاراتي؟
غالبًا، لا نتعلّم حين نُخطّط… بل حين نرتبك.
حين تتعثر يدك في تفاصيل صغيرة، في مشروع بسيط، فتنكسر السلاسة، ويولد السؤال.
وحين نبحث لا بدافع الفضول، بل لأننا بحاجة ملحّة… يصبح الفهم أعمق، ويصير التعلم جزءًا من ذاكرتنا الحيّة.
هذا النوع من اللحظات هو ما أراه بذرة التحوّل.
في كتابي "أعد تشغيل نفسك"، أتحدث عن هذه اللحظات بالذات:
حين يتوقف كل شيء، لا لينهار، بل ليُعيد ترتيب نفسه بطريقة أكثر صدقًا، أكثر وعياً، وأكثر قربًا من ذاتك.
فربما، ما نحتاجه أحيانًا، ليس خطة تعلم، بل لحظة صامتة نسأل فيها: ماذا يحدث داخلي الآن؟
وحين نُصغي بصدق… نبدأ التغيير حقًا.
رابط كتابي المتواضع:
التعليقات