نحن كمستقلين كثيرًا ما نجد أنفسنا أمام خيارين: إما التركيز على مشروع واحد ذو قيمة عالية، أو توزيع جهودنا على مشروعين أو أكثر. في بعض الحالات، التركيز على مشروع واحد يمكننا من التعمق فيه، وتطوير مهاراتنا بشكل أفضل، وتقديم جودة أعلى تضمن لنا سمعة قوية ودخلًا مستقرًا. هذا التركيز يقلل من التشتت والضغط الزمني، ويتيح بناء علاقات أعمق مع العميل. مع ذلك، الاعتماد على مشروع واحد يجعل دخلنا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنجاح هذا المشروع واستمراريته، مما يعرضنا لمخاطر أكبر في حال تعرض المشروع لأي مشكلة أو توقف. لذلك، يفضل بعض المستقلين تنويع مشاريعهم لتوزيع المخاطر، وزيادة فرص التعلم والتجربة في مجالات مختلفة. لذا، شاركنا رأيك وتجربتك: هل أنت من مؤيدي التخصص والتركيز على مشروع واحد عالي القيمة أم تفضل التنويع والعمل على أكثر من مشروع حتى لو كانت القيمة لكل مشروع أقل؟
مشروع واحد عالي القيمة أفضل من العمل علي مشروعين. ما رأيكم في ذلك؟
في عملي بالجمعية هناك فرصة لأن نعمل في مهمة واحدة بنصيب كبير منها أو مهام في مبادرات ومشاريع متعددة، كان لي اصدقاء يريدون التعمق والحصول على النصيب الأكبر من مهمة واحدة بمشروع واحد، بحجة أن هذا سيوضح قدراتهم ويجعلهم أوضح في عيون مسؤول التقييم والترقية، بينما أنا كنت أبحث عن تجارب وعلاقات.
النتيجة في نهاية كل عام اصدقاء لي نجحوا في إدارة الموارد في مشروعين أو ثلاثة بالعام وتعرفوا على خمس أو عشر مسؤولين في بلد أو منطقة ما، بينما أنا شاركت في أكثر من أربعين مشروع نعم لم اتولى مهام الموارد بالكامل مثلهم لكن مرة وزعت ومرة كنت محاسب ومرة كنت مراقب ومرة كنت موزع، بالنهاية امتلكت معرفة بمهارات كل دور وامتلكت معارف وشبكة علاقات أضعاف أضعاف ما هم امتلكوه، والمفاجأة في آخر العام ترقيت أنا، نعم عندهم نقاط خبرة وتعمق في شق كامل أكثر مني، لكن عندي علاقات ومعرفة بكل شئ حتى لو معرفة ليست عميقة ولكن تكفي.
وعلى مستوى العمل الحر اصبح التنوع يجلب لي عملاء من كل مكان بفضل المعارف التي ترشحني كلما احتاج أحد لخدمة اقدمها
تجربتك تعكس أثر التنوع في بناء العلاقات واتساع دائرة المعارف، غير أن بعض المسارات المهنية تتطلب عمقًا أكثر من الانتشار. فقيادة مشروع واحد منذ بدايته وحتى نهايته تُكسب صاحبها خبرات نوعية في اتخاذ القرار وحل المشكلات لا تُكتسب بسهولة عند التنقل بين المهام المتعددة.
التعليقات