أتعجب أحيانًا من بعض العملاء الذين يظنون أن المستقل بلا وقت أو كرامة! صديقتي كانت تعمل على مشروع تصميم، وحرصت منذ البداية على تنفيذ كل الملاحظات بدقة. لكن العميل كان في كل مرة يقول: "لا يعجبني"، وعندما تسأله عن السبب، يجيب: "لا أعلم، لكنه ليس كما أريد"، واستمرت في التعديلات حتى وصلت إلى المرة السابعة، وعندما طلبت منه مبلغًا إضافيًا نظير التعديلات المتكررة، قال لها بكل بساطة: "عدلي مجانًا، فهذا يفيدك ويكسبك خبرة"! عندها أنهت المشروع فورًا، وحظرته دون أي نقاش، لأن الاستغلال لا يُقابل بالصبر، ولا يبرر بالمهنية. برأيكم، متى يجب على المستقل أن يرفض الطلب ويضع حدًا منذ البداية؟
العميل ليس دائماً على حق، متى يجب على المستقل رفض الطلب دون نقاش؟
المشكلة هنا تتجاوز حدود العمل إلى حدود الكرامة. فحين لا يُفصح العميل عن توقعاته، ثم يطالب بتعديلات بلا نهاية، فهو لا يطلب تحسين العمل بل يُمارس سلطة مزاجه على المستقل. وهذا في بعض الأحيان قد يكون خطأ المستقل نفسه الذي يفرح بالمشروع الجديد وينسى أن يضع قيود وقواعد محددة قبل بدء المشروع خوفا منهم أن يتم إلغاء المشروع فيقبلون بأي شيء للحصول على تقييم مرتفع وهو أمر شائع بين المستقلين الجدد خصوصا وبعض أصحاب المشاريع يستغلون ذلك أسوأ استغلال
من وجهة نظري، الحل ليس فقط بوضع قيود مسبقة، بل أيضًا بتثقيف السوق نفسه. رأيت مستقلين نجحوا لأنهم تعاملوا مع مشاريعهم كمنتجات احترافية لا مجرد خدمات. مثلًا، أحد المصممين كان يقدّم كُتيب صغير للعميل قبل بدء العمل يشرح فيه حدود المشروع، مراحل التنفيذ، وسياسته في التعديلات. المفاجأة؟ أغلب العملاء التزموا، ليس خوفًا من الشروط، بل احترامًا للوضوح.فأعتقد أن علينا كمستقلين أن نُظهر أنفسنا كمهنيين من اللحظة الأولى، لأن الثقة لا تُمنح فقط بالجودة، بل أيضًا بالوضوح والانضباط
التعليقات