عندما بدأنا العمل الحر، كنا نبحث عن الاستقلالية والمرونة، لكننا سرعان ما أدركنا أن الاعتماد الكامل على العملاء يجعل دخلنا غير مستقر. في كل مرة ينتهي عقد أو يتوقف عميل عن طلب الخدمات، نجد أنفسنا في دوامة البحث عن البديل. لهذا فكرنا في بناء مشروع جانبي يمنحنا نوعاً من الأمان المالي، لكنه لم يكن سهلاً، خاصة مع ضيق الوقت وعدم وضوح الطريق لتحقيق دخل ثابت منه. البعض استطاع تحقيق نجاح في ذلك، بينما لا يزال الآخرون يبحثون عن الطريقة المثلى لتحقيق التوازن بين العمل الحر والمشروع الجانبي. فكيف يمكننا بناء مشروع جانبي مستدام دون أن يؤثر على عملنا الأساسي؟
لماذا يجب أن يفكر كل مستقل في بناء مشروع جانبي؟
عدم استقرار الدخل هو ما يدفع أي مستقل للتفكير في إنشاء مشروع جانبي، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية إدارته دون التأثير على الإنتاجية. ربما يكون الحل في البدء بمشروع مرتبط بمجال عملك، بحيث لا تشعري بأنه عبء إضافي، بل يكون امتدادًا لخبرتك. على سبيل المثال، إن كنتِ تعملين في مجال الكتابة، يمكنكِ إنشاء مدونة أو تقديم دورة تدريبية مصغرة، وإن كنتِ في مجال التصميم، فمتجر إلكتروني للقوالب الجاهزة قد يكون خيارا جيدا. المهم أن يكون المشروع قابلاً للاستمرارية على المدى الطويل، وليس مجرد مصدر دخل مؤقت.
العمل الحر بالفعل يوفر استقلالية، لكنه أيضًا يحمل تحدي عدم استقرار الدخل، مما يجعل فكرة المشروع الجانبي خيارًا جذابًا. ومع ذلك، التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في اختيار مشروع مرتبط بالمجال، بل في القدرة على تخصيص الوقت والجهد له دون أن يؤثر على جودة العمل الأساسي.
شخصيًا، جربت العمل الحر في الكتابة، وحين فكرت في مشروع جانبي، كان الخيار الطبيعي هو تقديم خدمات استشارية في كتابة المحتوى، لكنني أدركت سريعًا أن ذلك لم يضف استقرارًا حقيقيًا، بل زاد من الضغط. عندها، اتجهت لإنشاء محتوى تعليمي عبر منصة رقمية، وهو ما أتاح لي تحقيق دخل إضافي دون الحاجة إلى التواجد المستمر.
التخطيط هنا هو العامل الفاصل، فالمشروع الجانبي إن لم يكن مستدامًا أو محسوبًا من حيث الوقت والمجهود، قد يصبح عبئًا بدل أن يكون حلاً.
فكرة أن يكون المشروع الجانبي امتداداً لمجال العمل الأساسي تبدو منطقية، لكنها تطرح تساؤلاً: هل المشكلة في طبيعة المشروع نفسه، أم في كيفية إدارته؟ هناك من يختار مشاريع مرتبطة بمجاله لكنه يجد صعوبة في توزيع الوقت والطاقة، بينما آخرون ينجحون في إدارة مشاريع مختلفة تماماً عن مجالهم الأساسي دون أن يؤثر ذلك على إنتاجيتهم. فهل السر يكمن في نوع المشروع، أم في طريقة تنظيم العمل بين المشروع الجانبي والمهام الأساسية؟
التعليقات