عندما بدأنا العمل الحر، كنا نبحث عن الاستقلالية والمرونة، لكننا سرعان ما أدركنا أن الاعتماد الكامل على العملاء يجعل دخلنا غير مستقر. في كل مرة ينتهي عقد أو يتوقف عميل عن طلب الخدمات، نجد أنفسنا في دوامة البحث عن البديل. لهذا فكرنا في بناء مشروع جانبي يمنحنا نوعاً من الأمان المالي، لكنه لم يكن سهلاً، خاصة مع ضيق الوقت وعدم وضوح الطريق لتحقيق دخل ثابت منه. البعض استطاع تحقيق نجاح في ذلك، بينما لا يزال الآخرون يبحثون عن الطريقة المثلى لتحقيق التوازن بين العمل الحر والمشروع الجانبي. فكيف يمكننا بناء مشروع جانبي مستدام دون أن يؤثر على عملنا الأساسي؟
لماذا يجب أن يفكر كل مستقل في بناء مشروع جانبي؟
برأي العمل الحر يمنحنا حرية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يحمل تحديات الاستقرار المالي، ولهذا فإن التفكير في مشروع جانبي هو خطوة ذكية، لكن التحدي يكمن في إدارته دون أن يؤثر على العمل الأساسي.
أرى أنه يمكن البدء بمشروع قابل للنمو التدريجي، مثل بيع منتج رقمي (دورات تعليمية، كتب إلكترونية) أو إنشاء منصة تحقق دخلاً سلبياً مع مرور الوقت. الأهم هو تنظيم الوقت بذكاء، عبر تخصيص ساعات ثابتة أسبوعيًا للمشروع دون التأثير على الالتزامات الحالية.
شخصيًا جربت إطلاق مدونة تقدم محتوى متخصص، وفي البداية كان التفاعل محدودًا، لكن مع الاستمرارية بدأت تحقق عوائد من الإعلانات والتعاونات. الفكرة ليست في تحقيق نجاح فوري، بل في بناء شيء يتطور بشكل تدريجي حتى يصبح مصدر دخل مستدامًا.
فكرة النمو التدريجي جيدة، لكن هل يمكن الاعتماد عليها دائما؟ بعض المشاريع الرقمية مثل المدونات أو الدورات التدريبية تواجه تحديات مثل تغير خوارزميات المنصات، زيادة المنافسة، وتغير اهتمامات الجمهور. ربما يكون الحل هو المزج بين مشروع ينمو تدريجياً، ومصدر دخل آخر سريع التأثير لتغطية أي تقلبات. فهل تعتقدي أن التركيز فقط على النمو البطيء قد يحمل بعض المخاطر، أم أن هناك استراتيجيات لضمان استمرارية المشروع رغم التحديات؟
التعليقات