دائمًا أرى أن المهارات التقنية وحدها ليست كافية لتحقيق النجاح في العمل الحر، صحيح أن إتقان الأدوات والمهارات التقنية أمر ضروري، لكن برأيي مهارات التواصل تحتل الأولوية، فهي التي تساعدني على بناء علاقات قوية مع العملاء والحفاظ عليها، كما أن التواصل الفعال يُسهل توضيح التوقعات وتقديم الأفكار وتلقي الملاحظات بشكل صحيح، وهذا يعزز ثقة العميل ويزيد من فرص استمرار التعاون على المدى الطويل. شخصياً يمكنني أن أكون الأفضل في مجالي إذا تمكنت إيصال أفكاري بوضوح أو فهم احتياجات العميل بدقة. ما رأيكم؟ هل توافقون أن مهارات التواصل لها الأثر الأكبر في هذا المجال؟
"المهارات التقنية ليست كافية" لماذا أرى أن مهارات التواصل لها الأولوية في نجاح العمل الحر؟
بالتأكيد ليس لها الأثر الأكبر، هل لو أنا متحدث لبق ومتواصل فعال ومؤثر سيشفع ذلك لي عند التأخير في الموعد أو ارتكاب خطأ ما في تنفيذ المشروع ؟ بالطبع لا..
العميل في المقام الأول يريد ما يحتاج له بدقة وجودة وبعد ذلك ينظر للكماليات، وهنا أقول إن التواصل مهم للغاية ولكن ليس لدرجة القول بأن له الأثر الأكبر فهذه مبالغة.
نتعامل في الجمعية مع شركة توريد منتجات غذائية لا يعرفون أي شئ عن التواصل الفعال ولكن أجزم أن لو انفجر إطار السيارة التي تحمل طلبيتنا ربما قد يحمل السائق الشحنة ويأتي بها.
سبعة أعوام لم يخطأ هؤلاء في طلب أو يتأخروا عن موعد تسليم ولكن التواصل ومثل هذه الكماليات هم صفر بها فهل أثر ذلك على عملنا معهم ؟!
لم تؤثر بالفعل على تعامل الجمعية معهم، لكنها بالتأكيد أفقدتهم الكثير من العملاء الآخرين. وجود المهارتين هو الحالة المثالية للحصول على أفضل نوعية وأكبر عدد من العملاء، وبالتالي تقل النتيجة كلما قلت كفاءة إحداهما. فشركة التوريد هذه ذات كفاءة عالية في المهارات العملية، وبالتالي أنتم تتعاملون معها، لكنها تفتقد مهارات التواصل الفعالة، وبالتالي خسرت الكثير من العملاء الآخرين.
كذلك عدم وجود مهارات التواصل الفعال قد يجعل الشركة تخسر العميل في مرحلة التفاوض، قبل إتمام الصفقة. ألا تتفق معي في ذلك؟
لكن يا أخي، لماذا تعتقد أن موسى عليه السلام وهو نبي طلب من الله أن يشد عضده بأخيه هارون الذي كان يتمتع بمهارات تواصل إن صح القول عند ذهابه لفرعون؟ أعتقد أن مهارات التواصل لها من الأهمية ما لايقل عن المعرفة بالعمل بحد ذاتها، حتى أنك تجد كثيرا من الأمثلة في الواقع عن زبائن يرتادون محلا ويمدحون أسلوبه الجميل وتعامله اللبق بينما يتجنبون آخر بسبب تعامله الجاف أو السيء حتى لو كان يقدم سلعة جيدة بثمن جيد،..وهذا لاحظته شخصيا في حياتي، أي نعم لا يغني تغريد العصافير عن المعرفة أو الجودة او الاتقان أو أيا كان.. إلاّ أن هذه الأخيرة أيضا ستُظلم كثيرا إن أمسكها غراب! صحيح؟
لكل قاعدة استثناءات، صحيح أن ما ذكرته مثال واقعي على أن الالتزام والجودة قد يعوضان نقص التواصل في بعض الحالات، ولكن هذا النوع من المجالات يعتمد بشكل رئيسي على الدقة والالتزام بالمواعيد، كالتوريد مثلاً حيث تكون الأولوية للمصداقية والقدرة على تقديم الخدمة بجودة عالية، ولهذا السبب قد تجد حالات يكون فيها الأداء الفعلي أكثر أهمية من غيره، مما يؤكد أن لكل مجال طبيعته الخاصة واستثناءاته التي لا تنطبق عليها القواعد العامة.
التعليقات