تخيلوا معي! أستيقظ كل يوم مع صوت المنبه القاسي، أحاول إيقاظ نفسي من نومي المتقطع، ليس بسبب عدم القدرة على النوم، ولكن بسبب التفكير المتواصل في كل شيء أريد أن أنجزه. أنا الآن طبيب امتياز، أعمل بجد لاثني عشر ساعة يوميًا غير وقت المواصلات، في نفس الوقت، أعمل في مجال العمل الحر لأنه مصدر دخلي الوحيد. وبين هذا وذاك، أشعر أنني أفقد نفسي!
ساعات طويلة من الوقوف في المستشفى، التعامل مع المرضى، المحاولة المستمرة للتعلم والتطور، ثم عندما أعود للمنزل، لا أجد الوقت الكافي حتى لأخذ استراحة. لا، ليس هناك رفاهية الاسترخاء! هناك عمل حر ينتظرني، مهام يجب أن أنجزها، عملاء ينتظرون تسليم مشاريعهم. أحيانًا أشعر بأنني "أركض في حلقة مفرغة" ولا أتمكن من الخروج منها.
بل الذي زاد الطين بلًا أنني أشعر بالتقصير في كلا الأمرين: لا أستطيع إعطاء دراستي حقها، ولا أتمكن من إنجاز أعمالي الحرة بالجودة التي أريدها. كلما قررت أن أعطي الأولوية لأحدهما، ينادي الآخر باسمي، وكأنني مطالب بأن أكون في مكانين في نفس الوقت.
الأمر ليس مجرد تعب جسدي، هو ضغط نفسي هائل! أحيانًا أفكر، هل يمكنني الاستمرار بهذا الوضع؟ هل عليّ التخلي عن حلم العمل الحر، أو ربما تأجيله حتى أتمكن من إنهاء دراستي؟ أم يجب عليّ إيجاد طريقة سحرية للتوفيق بين الأمرين؟
التعليقات