أحيانًا نجد أنفسنا نفكر رغمًا عن إرادتنا في المشاكل والضغوط الحياتية خلال وقت العمل، وهذا يؤدي إلى إنجاز أعمال بجودة سيئة أو التأخر في تسليمها، برأيكم كيف يمكننا التوقف عن التفكير في الضغوط لاستكمال أعمالنا بذهن صافٍ؟
كيف تتعاملون مع كثرة التفكير في الضغوط والمشاكل المزعجة أثناء العمل؟
مع الأسف، التفكير اللا إرادي في ضغوط الحياة ومشاكلنا بشكل عام أثناء العمل أو الدراسة من أكثر الأمور المؤثرة سلباً على التركيز وجودة العمل، لدرجة أنني وحتى فترة قريبة أصبحت لا أستطيع التركيز -بدون انقطاع- أكثر من نصف ساعة. ولكن مؤخراً اتبعت عدة خطوات بسيطة ساعدتني بشكل كبير في ترتيب عقلي والتخلص من هذا التقطع والتشتت المستمر. منها
- الاستراحات المنتظمة: حيث أنني حريص على تقسيم إلى فترات عمل يتخللها فترات راحة ولو قصيرة تساعدني في تجديد الطاقة العقلية والجسدية.
- إعادة توجيه الأفكار: عندما ألاحظ أن ذهني بدأ يتشتت بأفكار سلبية، أذكر نفسي بما أعمل عليه حالياً، ولماذا هو مهم، وأنه هو الواجب في هذا الوقت وليس شيء آخر.
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني حتى ولو نصف ساعة يومياً يحسن المزاج ويقلل من مستويات التوتر، ويعزز التركيز ويحفز العقل على العمل بشكل أفضل.
- التنفس العميق والتأمل: ساعدني التنفس العميق والتأمل على تهدئة العقل وتقليل التوتر. دوماً أخصص بعض الوقت لممارسة التأمل البسيط لبضع دقائق أثناء فترات الاستراحة. هذا ساعدني بشكل كبير على تهدئة الجهاز العصبي وزيادة الوضوح الذهني.
هذة بعض الخطوات التي اتبعتها وساعدتني في التخلص من هذا الأمر، وأتمنى أن تساعدك أيضا.
حلول جيدة جداً, مع العلم أرى العديد من الناس لا يستطيع البدء في تلك المرحلة من الأساس من النية في عمل روتين أو خطوات للخروج من حالة الضغط والتفكير المستمر في المشاكل وحتى عندما يطبقها فلا يواظب عليها بضع أيام فتتسلل له الأفكار حتى أثناء تطبيق روتينه هذا !!
بالطبع أرى كثير من الزملاء لا يستطيعون البدء في مثل هذة الخطوات وحتى لو بدأوا في تنفذيها فمن الصعب الاستمرارا فيها على الرغم من بساطتها. ولكن ألا تعتقد أن صعوبة المواظبة عليها أهون كثيراً من وقوعه فريسة للتشتت والتفكير المفرط حتى في أوقات عمله؟
صحيح، وبالإضافة إلى ذلك لا يجب أن ننسى أهمية إحاطة أنفسنا بأشخاص إيجابيين يقومون بالتشجيع المستمر على العمل والنجاح، خاصة أن معظم الضغوط تأتينا من أشخاص يتواجدون حولنا بشكل دائم، كما ينبغي علينا أن نتجاهل ما يحزننا، إذ أنني أعرف الكثيرون ممن يتصيدون الأخطاء ويجلسون للتفكير فيها معظم الوقت مما يصيبهم بالأذى النفسي والاكتئاب.
بالظبط، وجود أشخاص إيجابيين حولنا يساهم بشكل كبير في تعزيز صحتنا النفسية وتحفيزنا على تحقيق أهدافنا. فالضغوط التي نتعرض لها غالباً ما تأتي من الدائرة المحيطة بنا، لذا من المهم أن نحيط أنفسنا بأشخاص يدعموننا ويشجعوننا.
وكما قلت أن القدرة على تجاهل ما يسبب لنا الحزن أمر ضروري، حيث أن التركيز المفرط على الأخطاء والسلبيات يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. فبدلاً من ذلك، يجب أن نحاول تحويل هذه التحديات إلى فرص للتعلم والتطور.
• الاستراحات المنتظمة
كلامك صحيح جدا، ففي مواجهة تأثير الضغوط الحياتية على التركيز وجودة العمل، أظهرت دراسة حالة شركة Intel أهمية تطبيق فترات استراحة منتظمة لتحسين الأداء الذهني. طبقًا للدراسة، وجد أن تقسيم العمل إلى فترات قصيرة تتخللها استراحات قصيرة يُحسن التركيز ويقلل من التشتت الذهني. هذه الاستراتيجيات البسيطة، مثل استراحات العمل، ممارسة الرياضة، والتأمل، تساهم في تجديد الطاقة العقلية والجسدية، مما يؤدي إلى تحسين جودة العمل وزيادة الإنتاجية.
التعليقات