يعرف محترفي إدارة المشاريع الجودة بأنها ليس الأفضل بل ما يريده العميل بالفعل لفهم الموضوع أكثر لنفرض طلب عميل ترجمة ورقة من لغة اجنبية إلى لغة عربية بهدف فهم محتوى الورقة قمت بكتابة النص على word وتنسيقه وضبط علامات الترقيم وضبط الاخطاء الإملائية وتشكيل الكلمات بالحركات المناسبة ربما يكون العمل أفضل ما يكون لكن كلفت نفسك تعب وعناء فائض العميل ليس بحاجة إلى هذا كله لذلك هل تسعى في مشاريعك إلى تحقيق الجودة أو الأفضل ؟؟
جودة المشروع
على الرغم من أنه غالباً ما يتم إهمال هذا الجانب في المشاريع إلا أنني أحب تسليط الضوء عليه والإهتمام به، وهو إلى جانب رضا العميل، يوجد رضاي الشخصي عن العمل الذي أنجزته، بمعنى أنني إذا أنجزت الحد الأدنى من العمل لأغطي طلب العميل وأرضيه فقط، كخبيرة في مجالي لن أشعر بالرضا عن عملي، سيكون مقارنة بباقي أعمالي أقل جودة، كما أن وجود أشخاص يبذلون الأفضل في عملهم قد يغطي عليّ.
إلى جانب رضا العميل يوجد رضاي أنا وهو لا يقل أهمية.
" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه."
" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه."
صدق رسول الله -- صلى الله عليه وسلم--.
لكن ماذا لو كان العميل غير محترف؟
أنا أواجه هذا في تنفيذ عروض الاستثمار خصوصا للعملاء العرب من دول معينة إذ يكون لعرض الاستثمار مقاييس معينة ونستمر في التعديل ما شاء الله حتى تتبدل ملامح العرض ويصبح غير صالح للاستخدام الآدمي. أنا حقيقي في تلك الأحيان أبذل قصارى جهدي لأبرهن للعميل أن تعديلاته غير محترفة لكن لا حياة لمَن تنادي وفي النهاية أضطر إلى عدم وضع المشروع في سابقة أعمالي أو أضع المسودة الأولى للمشروع في ملفاتي نظرا لأنها لم تمس شيءا من تعديلات العميل.
هذه مشكلة حقيقية يواجهها أي شخص يعمل في مجال غير مألوف أو غير مفهوم لمن خارجه. كان أحدهم يشتكي لي من شيء مشابه في مجال العقارات، ويخبرني أن العملاء يصرون أن المبنى الفلاني قيمته هكذا، وابن أخي باعها بكذا. ويظل يقول له: هناك مواصفات معينة تؤخذ بالاعتبار عند التسعير كالمنطقة، وشكل المبنى، وموعد بنائه، ووو. لكن، لا حياة لمن تنادي، ويواجه صعوبة بإقناع العميل أن بيته قيمته كذا رغم أنه محترف في المجال.
أظنها مشكلة فينا كعرب؛ لا أعلم لم لا يحترم رأي محترف في مجال عمله؟ أو بالأحرى إذا لماذا تستشيره إذا كنت لن تأخذ بأي مما يقول؟
هذه القضية تشبه قضية أثرتها في إحدى المساهمات، ولكن كان الموقف بين الموظف والعميل، وهنا بين المستقل والعميل، ونظرًا للآراء التي تلقيتها في تلك المساهمة التي اتفق أغلبها على أولوية العميل على الموظف، إذًا سنحكم في هذه الحالة بأولوية العميل على المستقل، الحالة تحتم علينا ذلك..
"الزبون دائمًا على حق" هو حر!
"الزبون دائمًا على حق" هو حر!
لكن أحيانا يكون المشروع محترفا جدا ويكون العميل غير متخصص خصوصا في عملي مثلا فأنا متخصص في تجهيز غرف البيانات والعروض الاستثمارية وكل العملاء الذين تعاملت معهم لم يدخلوا أي جولات استثمارية من قبل ومعظمهم لديهم بيزنيس بملايين، فلو تركت كل شيء كما يريدون فسوف لا يحصلون على الجولات التي يخططون لدخولها.
التعليقات