في أول موضوع لهذه السلسلة، تناولت أهمية استثمار جزء من مدخراتك، لشراء خدمات تطور عقلية النجاح الخاصة بك، وتعزز استراتيجياتك التسويقية، وتساعدك على اكتساب مهارات جديدة أو صقل المهارات الحالية. أنصحك بقراءته أولاً:
دعني أخبرك بداية أنني اصطدمت بحاجز بيع الخدمة الأولى، فيئست وغادرت خمسات لوقت طويل. لكن ذات يوم طرأت بذهني فكرة اقتطاع جزء من مدخراتي لشراء خدمات تعزز فرص النجاح، بل وحتى التضحية ببعض الكماليات والضروريات الشخصية في سبيل ذلك. كنت مدفوعاً برغبة عارمة للفوز هذه المرة مهما كان الثمن، بعدما جرّبت كل شيء يمكن لأي مبتدئ أن يجربه، ولم تبقَ بحوزتي سوى هذه الفكرة الغريبة المجنونة (يدفع المال، ولم يقبض قرشاً واحداً بعد!).
سأحدثك الآن عن خدمات اشتريتها من خمسات وغيرها، فغيرت مسيرتي وعقليتي، وأذكر فائدة أخيرة إضافية:
1) الملفات الإلكترونية:
لم أتعلم كل شيء من التجربة والتفكير الخلاق، بل كان لمن اشتريت منهم بعض الخدمات دور جميل بمسيرتي. حقيقة اشتريت الكثير من الكتب والملفات التي علمتني أشياء قيمة وأخرى تبدو بدائية للبعض، من بينها: أهمية تحسين سرعة الرد، الاستعاضة عن صورة حسابي بواحدة أفضل، زيادة الخدمات التي أعرضها، تحسين وصوف خدماتي المتواضعة وتغيير صورها ضعيفة الجودة والتأثير، وغير ذلك الكثير مما يعد بسيطاً أو على درجة عالية من الأهمية.
إن أي ملف إلكتروني قيم تقتنيه يمكن أن يمدك بفكرة واحدة (أو عشرات الأفكار) تساوي وزنها ذهباً. صدقني، لا أقول هذا الكلام من باب المبالغة أبداً، بل من منطلق تجربة شخصية حقيقية. فشكراً لكل من أهداني فكرة قلبت تاريخي!
2) خدمات التصميم:
الإنترنت مليء بالصور المجانية، لكن شتان بين أن تضع لخدمتك صورة مصممة باحترافية داخلها نص تسويقي مميز... وأخرى جاهزة دون نص ولا لمسة فنية. لا أدعي أن من يضع صورة غير مصممة لن يبيع، لكن من يضع صورة صممها مبدع يضاعف فرص التأثير على العملاء. لهذا سارعت لشراء تصاميم إبداعية لخدماتي، فكان لذلك أثر السحر. حتى اللحظة أذكر العديد من العملاء الذي راسلوني على مدار مسيرتي معبرين عن مدى إعجابهم بصور الخدمات التي جذبتهم لصفحتي.
3) صور، حكم، وغيرها الكثير:
حرصت على كسب ولاء العملاء، لا من خلال جودة العمل العالية فقط، بل عبر تقديم هدايا مميزة لهم أيضاً. لهذا اشتريت من خارج خمسات أشياء كثيرة، مثل: صور، حكم، تغريدات، لوغوهات، وخلافها. وبما أن كل ما اشتريته دون حقوق ملكية (أستطيع بيعه أو إهداءه)، استخدمت بعضه وما أزال، لإهداء عملائي. نعم صديقي صاحب العيون الجاحظة الآن، اشتريت كل ذلك، قبل أن أبيع خدمة واحدة وبعدما بعت بعض الخدمات في بداية انطلاقي، بدلاً من وضع الأرباح بخزينة القصر الملكي!
4) مزايا تجربة الشراء نفسها:
سأخبرك الآن كيف أن تجربة الشراء نفسها علمتني الكثير. حين وضعت نفسي محل العميل، تعلمت أشياء مهمة، مثل: كيفية التواصل المريح، كيف يسلم البائع الخدمة باحترافية، وما الذي يمكن أن يزعج المشتري من مفردات أو عبارات أو تصرفات، وماذا يقول المحترفون ليكسبوا ودك ويضمنوا تكرار الشراء، وغير ذلك من أمور رائعة.
في الواقع، كانت (وما تزال) تجارب شراء رائعة مع مستقلين عرب وأجانب، تعلمت من كل واحد فيهم شيئاً واحداً قيماً على الأقل. حتى البائع ضيق الخلق وغير الأمين تعلمت منه دروساً قيمة لا تنسى.
هل خسرتَ كل هذه الأموال؟
ربما تظن أنني بددت مالاً كثيراً على شراء الخدمات قبل أن أبيع خدمة واحدة، وأنني واصلت الشراء (وهو ما فعلته) بالتزامن مع بدء تحقيقي للأرباح. لكن الحقيقة يا صديقي صاحب العيون الجاحظة استغراباً، ما صرفته بنهاية المطاف بالكاد يعادل (1%) من إجمالي ما ربحته عن طريق العمل الحر. بمعنى أن كل دولار دفعته عاد عليّ بـ 100 دولار مقابله على الأقل!
هناك بالتأكيد عوامل أخرى ساعدتني على تحقيق النجاح. لكن لولا هذه الفكرة الغريبة بنظر البعض، لبقيت يائساً لا أعلم أسباب فشلي المتكرر التي نبهني إليها بعض من اشتريت منهم، ولم أكن لأكتشف بعض أسرار النجاح والربح التي زودتني بها بعض الخدمات التي اشتريتها، إلا بعد وقت طويل من التجربة والمحاولات.
أنت محظوظ، لكن لن نحسدك!
عزيزي البائع الجديد والقديم، أنت محظوظ اليوم لأن مجتمع خمسات بأوج نشاطه وازدهاره، حيث ستجد عشرات المقالات المجانية التي إن طبقت ما جاء فيها فستختصر الكثير من الوقت والجهد. لكن دعني أكون صادقاً وشفافاً معك دون مثاليات لا وجود لها على أرض الواقع: ما تحصل عليه بالمجان، لا يقارن أحياناً بما تحصل عليه بشكل مدفوع!
وليس في ذلك أي عيب. فمن حق أي شخص بذل الغالي والرخيص حتى يصل القمة، أن يبيع بعض أفكاره ومعلوماته التي دفع مقابلها المال والدم والعرق. تخيل فقط أن تحصل على خبرة سنوات مقابل (5) دولارات أو حتى (50) دولاراً، لتجني مقابل ما دفعته مئات الدولارات لاحقاً! استثمار ناجح لا تبصره سوى عقلية الشخص الناجح.
هكذا بالضبط يفكر الناجحون، الذين يعلمون جيداً أن فكرة واحدة ثمينة يمكن أن تساوي وزنها ذهباً. وهو الأمر الذي جعلني أوفر المال مرة تلو الأخرى، وأقتطع جزءاً من أرباحي بصورة دورية لشراء أي خدمة تثري عقليتي ومسيرتي المهنية.
ملحوظة أخيرة من قناة سبيستون (كوكب أكشن):
لا (تفصفص) الكلام بمجهر المحقق كونان، لأن المقصود هو فتح مداركك أكثر، وليس إيصال رسالة مفادها أنك لن تنجح دون شراء الخدمات، ولا أن عليك الشراء بينما تقدم خدمات رديئة الجودة، أو خلاف ذلك مما يعرقل النجاح. الفكرة ببساطة هي أن تفكر خارج الصندوق، وتستثمر جزءاً من مدخراتك بحكمة وذكاء، بدلاً من تخزينها في دُرج بخيل لا يخرج منه قرش واحد إلى النور!
التعليقات