لطالما كانت تمثل آلية تحويل فكرة ما إلى منتَج، أحد أصعب العقبات وأهم التحديات التي تواجه الإنسان المنتَج، فما بالك بالشخص المبدع والذي يبحث ويفكر بشكل مختلف عن الطريق المثالي للوصول بفكرته الرائدة إلى منتَج جذّاب يلائم كل البشر على اختلاف أجناسهم وبلدانهم، معتقداتهم وعاداتهم الاجتماعية.

وبالفعل هذا ما نراه من خلال الأفكار التي أحدثت ثورات وطفرات تطورية في الحياة البشرية عبر التاريخ وكانت ملائمة لكل الأعراق البشرية وكذلك الأمم، فمن اكتشاف النار واختراع العجلة، إلى اكتشاف الزراعة واختراع نظام المقايضة التجاري، ومن اختراع الكتابة والتدوين إلى النهوض بالمدارس والأكاديميات وصولاً الى الطباعة والنشر. ويعتبر اكتشاف وتوليد الطاقة الكهربائية أحد أهم التغيرات في العصر الحديث وتدين لها العديد من التطورات العلمية والتقنية في شتى المجالات. فلولا الكهرباء ما عرفنا الترانزستور الذي يعمل على مبدأ التحكم في تدفق الكهرباء في الدوائر الكهربائية وهو أساس عمل كل من التلفاز والمذياع، ولا عرفنا النظام الرقمي الذي كان أساس عمل أجهزة الحاسوب التي انطلقت بنظام الديجيتال مع فترة الأربعينيات من القرن العشرين, ولا عرفنا أنظمة الملاحة الجوية والفضائية وبالتالي ما وصلنا للقمر أو حتى وطئت المركبات الفضائية أرض المريخ.

تمر الفكرة بعدة مراحل للوصول إلى منتج حقيقي قابل للتداول والبيع والشراء، وأهما:

1- دراسة ما تولده الفكرة من رغبة واحتياج، ويعتبر هذا الحجر الأساس في نجاح عملية تخمّر الفكرة. فما الفائدة من منتج لا يلقى اهتمام أو احتياج من قبل المستهلكين، كاختراع شيء عبثي لا فائدة منه مثل عجلة أطرافها مثلثات خشبية، فإذا كانت هذه العجلة تتميز بعدم قدرتها على المشي بسهولة على الأرض, فما الفائدة المرجوة منها؟! بينما اختراع شاشة اللمس لأجهزة المحمول أحدث نقلة نوعية في عالم الاتصالات من خلال سهولة الاستخدام ويجب أن نشير إلى أن أول هاتف استخدم تقنية اللمس باستخدام قلم هو هاتف //IBM Simon// الذي قامت بتصميمه شركة (IBM) - International Business Machines في عام 1992 – والذي تم تصنيعه بواسطة شركة // Mitsubishi Electric //

حيث تمكنت // BellSouth Cellular // من بيع ما يقارب الـ 50000 قطعة خلال الأشهر الستة للمنتج في السوق.

ولن ننسى أول هاتف ذكي من شركة // apple // الذي أطلق في العام 2007 والذي حمل شعار "هذه البداية فقط، آبل تعيد اختراع الهاتف"

"This is only the beginning. Apple reinvents the phone"

قد أحدث ثورة رقمية في عالم الاتصالات من خلال هاتف لمسي يجمع ما بين العديد من الميزات والخصائص الفريدة, وحقق نجاح منقطع النظير عالمياً حيث حقق مبيع أكثر من 6 ملايين قطعة.

2- دراسة كل صلات الوصل القريبة والبعيدة المحيطة بالفكرة من خلال عصف ذهني يجمع ما بين المتطلبات الرئيسية وكذلك الأمور المكملة والمتممة لها. ففكرة عقد اجتماعات فيديوية لعدة أشخاص مع قابلية التوسّع من خلال الأفكار كان نقطة نجاح تطبيق زووم والذي حقق نجاح متفرّد أثناء الجائحة العالمية، كونه مصمم بعدة إمكانات تجعل من التواصل أثناء العمليات التجارية والتعليمية أمر سهل ومريح وفي قمة المهنية، تبرز عبر إمكانية إنشاء غرف والانضمام إليها حيث يستطيع المستضيف استضافة عدد كبير من الزوار كما توفر إمكانية الحضور كمشاهد ومشاركة العديد من ملفات الصور والفيديو والملفات التقديمية والكتب الإلكترونية. كما أن خيار تسجيل هذه المقابلات وأرشفتها يعتبر أمر في غاية الاحترافية.

دعنا نتخيل لوحة العصف الذهني الخاصة بتطبيق زووم، أعتقد بأننا بحاجة للوحة عمل بسعة باحة الكولوسيوم //Colosseum// في روما الإيطالية , لتتسع كل الأفكار الهامة التي يعبّر عنها هذا التطبيق الهام.

3- الجمهور المستهدف وتشمل الفئات العمرية والمهنية والثقافية المستهدفة، حيث تؤثر طبيعة المنتج بشكل كبير أمام نوعية الفئة الجماهيرية المراد توصيل المنتج إليها، كمعظم المنتجات الطبية التي تستهدف فئة محددة ومعينة. وكذلك مستحضرات التجميل التي يقتصر استخدامها بشكل واسع لفئة جماهيرية ما.

4- العاملان المكاني والزماني المناسبان – اللذان يلعبان دور مهم وفاعل في قصة نجاح الفكرة أو فشلها أساساً. فاختيار التوقيت المثالي لطرح فكرة ما ضمن بيئة مكانية معينة يعتبر المفتاح السحري الذي يفتح بوابة انطلاق هذه الفكرة نحو النجاح. فمن غير المتوقع القيام بتسويق وبيع قمصان في عام 2022 بحيث تكون تلك القمصان تحمل شعار مونديال كأس العالم لكرة القدم 2030.

إنّ اتباع نهج علمي واضح في عملية بناء وتحويل الفكرة إلى منتج والإلمام التام بكل الأفكار المشابهة أو القريبة والمطروحة عالمياً وكذلك تحليلها ودراستها بشكل علمي وتجاري وحتى تسويقي, مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية تطور هذه الأفكار والمنتجات, كل هذا يساهم بشكل كبير في فهم شروط وعوامل تحويل الفكرة إلى منتج قابل للوصول والتطور والاستمرار. بالإضافة لوضع أسس العمل والانتاج والبرمجة واخراج الهوية البصرية والاعلانية للمنتج ضمن محتوى فريد ومميز، لتجتمع كلها تحت إشراف كوادر بشرية تؤمن إدارة فاعلة قانونياً، إدارياً ومالياً للفكرة المنشودة حتى تصل إلى بر الأمان "منتج في السوق".

وهنا يأتي دور حسوب الرائدة في تقديم الخدمات المصغرة والمشاريع من خلال تقديم أغلب أنواع الخدمات من استشارات أعمال وخدمات ودراسات مالية وقانونية إلى خدمات البرمجة والتصميم المنوعة وخدمات التسويق وكتابة المحتوى وغيرها الكثير. كل ذلك ليمهّد الطريق ويشيّد الأسس ويزيل العقبات أمام عملية تحويل الفكرة لمنتج.

أتمنى لكل الأخوة المشترين المبدعين الراغبين بتحويل أفكارهم لمنتجات تتصدر الأسواق بجودتها العالية, أتمنى لهم تجربة فريدة ومميزة من خلال العمل ضمن واحدة من أفضل منصات العمل العربي والعالمي برفقة أفضل الكفاءات البشرية عربياً وعالمياً.