تسعى الشركات في الآونة الأخيرة إلى تطبيق العديد من الآليات المعاصرة في الإدارة. والتي تتصارع فيما بينها على الحرص على تطبيق أحدث هذه الاستراتيجيات وأكثرها فائدةً للشركة أو المؤسسة.
ونظرًا لأن الشركة الناشئة يجب أن نعاملها بالكيفية والجدية نفسها، علينا أن ندرك أن الاطلاع باستمرار على هذه المفاهيم يجب أن يكون مقترنًا دائمًا بدراستنا للمشروع. ومن أبرز هذه المفاهيم الواجب علينا تطبيقها في سياق المشروعات الكبرى أو الناشئة مفهوم إدارة المعرفة.
ما هي إدارة المعرفة؟
في البداية علينا التعرّف على معنى المفهوم في المجمل. ما الذي نعنيه بإدارة المعرفة؟ إننا نعني بها مجموعة من الأساليب والأنشطة والتقنيات والأدوات، يعتني كل منها بتنظيم المعلومات الصحيحة وحفظها وعرضها ونقلها إلى من في حاجة إليها، سواء كان فردًا أو مجموعة من الأفراد، وذلك كي تتحقق أهداف الشركة الاستثمارية والربحية.
إن إدارة المعرفة تمثل قاعدة البيانات التي تحتاجها الشركة حول كل ما يساعدها لإدارة خدماتها، والتي تتمثل في المعلومات الترويجية عن العملاء، والمعلومان الخاصة بصناعة المنتج أو الخدمة وتقديمهما للعميل، وأبرز المعلومات التي يحتاجها الموظفون للعمل على توصيل المنتج أو الخدمة إلى العملاء، وغيرهم من المعلومات الخاصة بحركة الإنتاج في الشركة.
أنواع إدارة المعرفة التي يحتاجها مشروعنا:
أسعى إلى إيجاد نموذج مناسب لمشروعاتنا الصغيرة على صعيد إدارة المعرفة. لكن في هذا الصدد، يجب أولًا أن نحرص على استيعاب كافة أنواع المعرفة الواجب علينا إدارتها. ومن أبرز هذه الأنواع:
1- المعرفة البحثية
نعني بالمعرفة البحثية نوعية المعلومات التي تساعد في استيعاب الواقع. ويتم استنتاج هذه المعلومات من الواقع من حولنا من خلال البحث والتدقيق، وهو الأمر الذي يساعدنا أيضًا على تكوين قاعدة معلومات وبيانات تتماشى مع واقع السوق من حولنا.
يعتني المسوقون وأصحاب المشروعات بهذا الجانب من المعرفة عند إدخال منتجات أو خدمات جديدة إلى المشروع، حيث أنها تشكّل نموذج واقعي يمكنه التنبؤ بمستقبل هذا المنتج في السوق المستهدفة.
2- المعرفة المشتركة
المعرفة المشتركة هي إحدى النوعيات المهمة لإدارة المعرفة، والتي تتمثّل في تبادل قواعد البيانات والمعلومات فيما بين الأقسام أو المختصين المختلفين داخل المشروع.
ما نعنيه هنا هو أننا في مشروعنا للمشغولات اليدوية الناسئية كمثال، نعمل على تبادل المعلومات فيما بين الشخص أو القسم المختص بالتسويق، والشخص أو القسم المختص بجمع المواد الخام، والشخص أو القسم المختص بالشئون المالية والتكلفة.
تبادل المعرفة بين هؤلاء الأشخاص يمكّننا من تكوين شبكة من المعلومات المقترنة ببعضها البعض، والتي تمكّن من تحقيق أهداف المشروع من خلال بيانات ومعلومات دقيقة عن كل جانب، واتصالهم ببعضهم البعض.
3- المعرفة المرتجعة
تعتني هذه النوعية من المعرفة بالمعلومات الراجعة إلى الشركة أو المشروع بعد التنفيذ، والتي تتمثل في العديد من الصور، مثل تقييمات العملاء، وآراء الشركاء في المشروع، والمعلومات التي اكتشفناها بعد أن أطلقنا منتجنا داخل عملية البيع. وتساعد هذه النوعية في تطوير المشروع الناشئ بشكل كبير، حيث أنها تشكل أهم جوانب التعديل والعمل بالنتائج لتحسين أداء المشروع.
أهمية إدارة المعرفة في مشروعاتنا الناشئة:
أرى أن مشروعاتنا الناشئة في حاجة ماسة إلى استراتيجية إدارة المعرفة، والتي تعمل على تطوير العديد من الجوانب في هذا السياق. ومن أبرز الأهميات بالنسبة إليّ:
- مساعدة عناصر المشروع على اتخاذ القرار بخلفية معلوماتية.
- تساعدنا هذه الاستراتيجية في مواجهة الأزمات بمنهجية.
- تساعدنا على تقييم العاملين داخل المشروع.
- تدعم فهمنا للعملاء وتساعدنا على تصميم شخصية العميل بدقة.
- تمكّننا من تقديم خدمة عملاء مرضية.
في رأيكم، هل تجدون إدارة المعرفة استراتيجية ضرورية بالنسبة لمشروعاتنا الناشئة؟ أم أنكم ترونها مفهومًا معقّدًا يقتصر على المشروعات الأكبر حجمًا؟
التعليقات