الحاجة أم الاختراع: موقف يومي أدّى إلى تأسيس "أوبر"

أغلب المشروعات الناجحة أتت لتلبية حاجة من الحاجيات.

لايمكنني رص المميزات التي منحت هؤلاء الأشخاص القدرة على تحويل الصدفة اليومية إلى مشروع, لأنها متداخلة وقد تميز كل فرد منهم على حدة, ولا ننسى تأثير الوسط البيئي, إذ يلعب المحيط الدور الأساس في نجاح المشروعات, فأغلب الأمثلة التي نذكرها للنجاح الساحق هي أمريكية, لم يسبق أن ذكر لنا شخص ما قصة نجاح مشروع من كمبوديا أو النيجر...حتى وإن توفرت للشخص هناك نفس المؤهلات التي تتوفر لدى جاريت كامب وترافيس كالانيك.

من أجمل قصص الصدف هي القصة وراء تصميم شعار لاكوست:

حيث راهن رينيه لاكوست المالك ولاعب التنس على مباراة إذا فاز فيها سيحصل على حقيبة من جلد التمساح، ولسوء الحظ خسر المباراة والرهان، وأخذ لقب "التمساح"، مما دفعه إلى وضع التمساح المطرز على سترته، ما أدى إلى إنشاء علامة تجارية وإلى تصميم شعار لاكوست الذي لا يزال معروفًا للغاية.

العديد من الأشخاص تكون لديهم أفكار إبداعية من شأنها تغيير حياتهم بشكل جذري نحو الأفضل، لكن للأسف نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص يفتقدون لواحد من بين أهم العناصر التي تساهم بشكل كبير في تحويل الفكرة إلى مشروع مربح و الحديث هنا عن"قوة التخطيط و التنفيذ"، و هذا هو السر وراء نجاح لك من "جاريت كامب وترافيس كالانيك" بحيث قاما بأخذ الخطوة الأولى و استمرا في عملهما الجاد على هاته الفكرة حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الآن.

الفكرة تبقى مجرد فكرة على الورق، فإذا لم يتم استغلالها على نحو جيد فليست لها أي قيمة.

بالفعل الحجة ام الاختراع، حضرتني قصة الطفل الانجليزي الذي اصبح مليونيرا من وهو في عمر ال12 فقط لانه قام بابتكار تطبيق يقوم بتذكير الناس بضرورة دفع مخالفاتهم المرورية قبل استحقاقها على ما اذكر والذي بدوره جعل الطلب على تطبيقه عالي جدا، فمن خلال دفع اشتراك شهري على ما اذكر جنيه استرليني واحد يقوم بتذكيرك بمخالفاتك المرورية بدلا من تحمل تضاعف قيمة مخالفاتك المرورية وهكذا، وفي المعظم فان كثير من المشاريع العملاقة جاءت فقط نتيجة حاجة شديدة لتطبيقها وهذا سبب نجاحها.

في حقيقة الأمر فكل الاختراعات التي تحدث في عالمنا اليوم ما هي إلا محض حاجات بشرية يسعى الإنسان إلى إشباعها فعلى سبيل المثال الكاميرات المتطورة الموجودة بالهواتف، لاحظت شركات الهواتف الخلوية مدى ضرورة أن يتوفر مع كل عميل كاميرا، لكي يستخدمها في حياته اليومية، فقامت تلك الشركات بتحسين جودة التصوير لديها عن طريق تطوير آلات التصوير نفسها، وبذلك تكون شركات الهواتف الخلوية قد حققت تفوق كبير في تقديم الخدمة التي تقدمها شركات آلات التصوير نفسها وبأقل الإمكانيات.