بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني عن موقف غير حياتك او جعلك تنظر للحياة من منظور جديد ولا زال تأثيره موجودا إلى الآن ..
عادةً لا أحب أن أتكلم عن المواقف التي مررتُ بها، كون أكثرها متعلق بالوضع السوري و كلّها مآساوية و لا فائدة من الحديث عنها و مللتُ منها أصلاً، و بعدما قرأتُ بعض التجارب الإيجابية للأخوة هنا عدلتُ عن كتابة أيّ رد، و لكن فكّرت أنه لربما يجب عليك سماع أن المواقف التي تؤثر فينا لا تكون إيجابية دائماً.
لحد الآن كتبتُ موقفين و حذفتهم لشدة تعاستهم و هذه محاولتي الثالثة.
لا يوجد موقف معيّن جعلني أغير نظرتي لأمرٍ ما، لكن عدة حوادث أثّرت فيّ بشكل كبير. لعدة أعوام ظلّ تساقط الصواريخ و الهاونات (المورتر) على القسم الغربي من مدينة حلب شيئاً متكرراً بشكل يومي، و أصبح الموضوع عادي جداً و لا يكاد يمرّ يوم دون أن يرتقي بعض الشهداء، و خلال هذه المدة سقط بالقرب من منزلي الكثير من القذائف لكن أثرها كان خفيفاً، دمار خفيف و زجاج محطم لا يُذكر، مرة واحدة فقط سقط صاروخ قريباً جداً مني يعني أقل من 3 أمتار، لكن لم ينفجر، هذا لو انفجر ما كنتُ الآن أكتب تعليقي السخيف هذا. أذكر أن الحادثة أثرت فييّ حينها، و ظللتُ أمشي و مخي يعصف بمواضيع السياسة و تفاهة الحياة و تفاهة الإنسان و الله و الإلحاد و عبثية الحياة.
عذراً على هذه الكآبة!
أتمنى الا تعيد هذه التجربة مجددًا، لا تعتذر على الكآبة فبعضنا يتغذى عليها، لا يمكنني القول أنني أتفهم شعورك ولكنني أريد أن أفهم المزيد عن شعورك حينها، هل كان الموت أول ما خطر على بالك؟ أم عائلتك؟ أم الناس الذين تأثروا بالصاروخ؟ أم الحظ؟
@mooaz2015 شكراً :) فعلياً صوت سقوط أي قذيفة بالقرب منك ينسف كل ما قرأت و كل ما تعلّمت خاصةً بالمرات الأولى، فهو ارتفاع عالي للأدرينالين يجعلك تتمسك بالحياة و كأنك تعشقها و تريد الإبتعاد عن الموت بأقصى سرعة لتعيش، تتذكر كل شيء بسرعة فعلاً مثل شريط فلم، عائلتك، أصدقائك، ذكرياتك الجميلة، لمَ خاطرتَ بالخروج من المنزل، ومستحيل أن تفكر بإنقاذ أحد مباشرةً حتى إن استطعتَ قبل أن تهدأ أنت. أمّا التفكير بالحظ و هكذا أمور لا يحدث لحظتها بل بعدها بقليل تبدأ تفكر بما جرى بعد أن تهدأ قليلاً و تعود لطبيعتك و تفكر بمنطقية. (حتى هذه الأمور تخفّ مرة تلو المرة ويصبح شيء شبه عادي).
@MOthman نعم، كنتُ كذلك, نفس الأمور التي ذكرتها لمعاذ، بلحظتها أنت تقول لنهرب الآن و بعدها نتفضى لنعيد التفكير بالأمور، و حتى بعدها بقليل أو طوال اليوم تبقى محكوماً بعاطفتك و لا تحكم بشكل منطقي كونك متأثر بالحادثة، كما يحدث عندما ترى تشييعاً لشهيد أو جنازة أو أي موقف قاسي، و حينها أنت تفكر بشتى الأمور، لم حصل هذا؟ جيد أنه لم يحصل أكثر، لكن لمَ حصل من الأساس؟ و لا تنتهي من الأسئلة (تطبيق لمعضلة الشر)...لكن حتى هذا يخفّ عندما يتكرر الأمر كثيراً.
@evey الله يسلمك و يخليلك أهلك و حبابك و ما يشوفوا شرّ (تعمدت الكتابة بالسورية P: )، شكراً لك :)
التعليقات