أعرف أناسا منهم اقاربي مع أنهم موظفين فهم يلجأون إليها باعتبارها خيار سهل متاح. اندهش من كون فكرة أنها حرام لا تخطر على بالهم! بل إن بعضهم يعتبرونها عملا مشروعاً وحلالا لمجرد أن الشركات معروفة لدى الجهات الرسمية ولها تراخيص! لا اعرف لماذا اختفت فكرة الجمعيات أو حتى الاستدانة بدون فوايد؟ او حتى الصبر إلى حين ميسرة! عندما يتعسر أحدهم في مبلغ معين ليس أسهل عليه من سحب قرض! يعني قريب لي موظف اقترض ليس لشيء مستعجل بل لتشطيب مكتب محاماة لابنته حديثة التخرج. غيره اقترض لبدء مشروع تسمين مواشي.. الإشكالية هنا هي الاستسهال وحتى لو مشروع فالفايدة تبتلع الربح!
لماذا القروض الربوية أصبحت إدمانا عند البعض؟!
اعتقد ان هناك الكثير من المسببات للوقوع في هذا الفخ، منها ان عالمنا اليوم اصبح ماديا بشكل كبير، تحيط بنا البراندات والاحتياجات في كل جوانب حياتنا ولا نخرج من احتياج او رغبة الى ونجد انفسنا عالقين في المزيد من الرغبات والاحتياجات التي قد لا تكون احتياجات حقيقية، ايضا من المسببات في ذلك هو التسارع الملحوظ في انماط حياتنا وفي مراحلها، والتطور الذي لم نستطع ان نتاقلم عليه ونتجارى معه بنفس سرعته فاصبح كالحفرة التي سقطنا فيها ومن سلبياته على سبيل المثال لا الحصر هذه الشبكات للتواصل الاجتماعي التي ابتلعت اكثر ساعات يومنا ونحن نتواصل مع جميع الثقافات والطبقات الاجتماعية في مدد زمنية يسيره، ونرى انجازات هذا ونجاحات هذا وماذا اشترت تلك وعلى ماذا تحصلت هذه، وكل هذا يجعل في وعينا سباق لا نستطيع تحمله يجعلنا نركض نحو تحقيق اي شئ في حياتنا لكي لا نشعر اننا متأخرين وعاجزين او فاشلين
ولكن اللهث وراء تلك البراندات ليس مشكلته الشركات المنتجة لأنها بطبيعتها تريد ان تبيع وتغرينا بالمزيد من الشراء ولكن العيب علينا نحن حينما ننخدع عنها وعن انفسنا ونقترض لأجل شراء أيفون مثلاً! علمت أن بعض الشباب الصغير أو حديثي التخرج يفعل ذلك لأجل شراء علامات فخمة لاجل المظاهر فقط؟! برأيك أين عقولهم وأين موضع الخطأ؟! هل التربية أم إلحاح الشركات بالتسويق و الإغراء الكثيف؟!
كلامك صحيح تماما، ولكن من زوايا دون زوايا اخرى، اعتقد ان الخطأ يترتب من هذه الاسباب باجتماعهم ككتلة واحدة، بمعنى انه ليس من الخاطئ ان ترى على مواقع التواصل 20 فيديو عن تجارب الاخرين للايفون واحتفالهم بامتلاكه، وليس من الخاطئ ايضا ان تنشر هذه الشركات اعلاناتها لتدر عليها المزيد من الارباح، لكن الفخ الحقيقي هو اجتماع كل هذه الادوات في ذهننا مع ما في ذهننا من فخاخ قديمة رسخت داخله بحب امتلاك ما يمتلكه الاخرين او السعي خلف ذلك، فكل هذه العوامل - وعوامل اخرى ايضا- عندما تجتمع معا تخلق هذا الفخ الذي يعلق فيه الكثيرين
التعليقات