أعرف أناسا منهم اقاربي مع أنهم موظفين فهم يلجأون إليها باعتبارها خيار سهل متاح. اندهش من كون فكرة أنها حرام لا تخطر على بالهم! بل إن بعضهم يعتبرونها عملا مشروعاً وحلالا لمجرد أن الشركات معروفة لدى الجهات الرسمية ولها تراخيص! لا اعرف لماذا اختفت فكرة الجمعيات أو حتى الاستدانة بدون فوايد؟ او حتى الصبر إلى حين ميسرة! عندما يتعسر أحدهم في مبلغ معين ليس أسهل عليه من سحب قرض! يعني قريب لي موظف اقترض ليس لشيء مستعجل بل لتشطيب مكتب محاماة لابنته حديثة التخرج. غيره اقترض لبدء مشروع تسمين مواشي.. الإشكالية هنا هي الاستسهال وحتى لو مشروع فالفايدة تبتلع الربح!
لماذا القروض الربوية أصبحت إدمانا عند البعض؟!
كلما ابتعدنا عن الدين، استساغ القلب المحرمات. أثرت في مساهمتك نقطة جوهرية تلمس واقعنا الاقتصادي المعقد و هو فخ الاستسهال الذي ذكرته و ما هو الا نتيجة مباشرة لسيادة الثقافة الاستهلاكية و الابتعاد عن الدين في المعاملات التي تُعلي من قيمة الإشباع الفوري على حساب التخطيط طويل الأمد و الاستساغة في الاستسهال.
المشكلة تتجاوز مجرد تيسير الإجراءات في حد ذاتها، فهي تكمن في غياب الوعي المالي و الديني الذي يجعل البعض يغفل عن أن الفائدة تأكل القيمة الحقيقية لأي ربح أو مدخرات مستقبلا قريبا كان أم بعيدا. الحل يبدأ من استعادة ثقافة الادخار التشاركي (كالجمعيات) و التدين و تعزيز التعليم المالي كحائط صد ضد الإعلانات البراقة التي تجمّل الاقتراض و تُخفي تبعاته المرهقة على الفرد و المجتمع. و تذكر أنها معركة وعي قبل أن تكون مجرد حاجة مادية.
نعم يا رهف فعلاً البعد عن التدين الحقيقي هو ما يفعل ذلك! لأني بصراحة أقاربي هؤلاء متدينين شكلا بمعنى أنهم يصلون ويصومون ولكن حينما اكلمهم في هذا يقولون ان هذا ليس حراماً وأنهم لا يفعلون شيئا خاطئا بحكم الدين! الحقيقة لا اعلم كيف فهموا الأمر أم هم يقولون ذلك ليسوغوا الامر لأنفسهم!
سمعت أيضا من زمان عما يسمى بالقرض الحسن او القرض الدوار الذي لا يأخذ فائدة ويخدم أفراد المجتمع ولكن هذا اختفى الان ولا أعرف لماذا؟!!!! ثم إني لا أعرف لماذا تترك الحكومات تلك الشركات تعبث بالناس وبأقدراهم وبأرزاقهم؟! نعم أعلم ان كل إنسان بصير على نفسه ولكنهم يلحون على الناس إلحاح شديد وأذكر أن لي صديق ألح عليه موظفوا تلك الشركات الربوية باكثر من اتصالا وتسهيلات لكي بقترض لاجل أن يوسع شقته أو يبيع القديمة ويشري أخرى أوسع منها وفي مكان أجمل!!! المشكلة الأكبر ان تلك الشركات ومندوبيها يعلمون أن المقترضين معظمهم لا يعلمون مشاريع وإنما ليسدوا حاجات ضرورية فيزيدوا اوضاعهم سوءا على سوء!
التعليقات