نحن لا نعيش أزمة أخلاق كما يُقال نحن نعيش أزمة انتباه لم نعد ننتبه لبعضنا ولا لأنفسنا ولا للأثر الذي نتركه خلف كلماتنا نمرّ على الحزن وكأنه خبر عابر
وعلى الفرح وكأنه ضجيج زائد ونتعامل مع الإنسان
كما لو كان منشورًا إما يعجبنا أو نتجاوزه دون تفكير
في هذا المجتمع الكل يتكلم والقليل يسمع الكل يُظهر رأيًا والنادر يتحمل مسؤوليته صرنا نطالب بالرحمة لكننا لا نمارسها نشتكي من القسوة ثم نعيد إنتاجها في تعليق في حكم متسرع في صمت عن حق الأخطر أننا اعتدنا اعتدنا أن نرى الألم دون أن نتوقف واعتدنا أن نبرر الخطأ طالما لا يمسّنا
نحن لا نحتاج إلى مواعظ جديدة نحتاج فقط أن نبطئ أن ننظر في وجه الإنسان قبل أن نحكم عليه
أن نتذكر أن خلف كل تصرف قصة لم تُروَ وخلف كل قسوة خوفًا ما المجتمع لا ينهار فجأة هو يتآكل بصمت حين نفقد القدرة على الشعور وحين يصبح التجاهل أسهل من الفهم ربما لن نغيّر العالم لكننا نستطيع أن نغيّر طريقة وجودنا فيه أن نكون أخف ضررًا وأصدق حضورًا وهذا أبسط أشكال المسؤولية الإنسانية
سؤال
إذا كنا نطالب بمجتمع أكثر إنسانية، فمتى نبدأ نحن بأن ننتبه لبعضنا قبل أن نحكم؟
التعليقات