التحوُّل الصامت
بعد كل موقفٍ جارح، أو علاقةٍ عابرة، أو وجودٍ في مكان لا يُشبهك،
يترك شيءٌ ما بصمته فيك إلى الأبد.
مع كل تجربة، تفقد جزءًا من نفسك… وتكتسب آخر.
تتبدّل مشاعرك، تتغير أسبابك، وتتساقط أشياء ظننتها ثابتة فيك.
تتفاجأ بنفسك،كيف كنت؟ ومن أصبحت الآن؟
تشتاق إلى نسختك القديمة، تلك التي كانت أكثر براءةً، وربما أكثر سذاجة،
لكنك في أعماقك تعلم أنك اليوم أكثر نضجًا،
أكثر عقلانية، أكثر سيطرةً على ذاتك…
ولديك خبرة اكتسبتها من كل خذلانٍ مرّ عليك بصمت.
تعرِف قيمة نفسك اليوم،
تفهم حدودك، وتقدّر كرامتك، وتُدرك جيدًا متى تصمت ومتى تبتعد.
قد لا يكون هذا التحوّل مؤلمًا دومًا…
فأحيانًا، التحوّل الصامت هو هديّة الحياة لك، حين تُصبح أقوى وأوعى.
لكن احذر...
لا تسمح للتحوّل أن يسحبك نحو الظلمة.
لا تدعه يسرق نورك ويطفئ طيبتك،
لا تتحوّل من الأفضل إلى الأسوأ،
بل تحوّل إلى نسختك الأقوى... دون أن تفقد قلبك.
اجعل من كل تجربةٍ سلبية، "مرتبان" يُملأ بنضجٍ وفهمٍ وكرامة.
نعم، لا مفرّ من هذه المرحلة في حياة كلٍّ منا،
لكن علينا أن نخوضها بوعي، لا بوجعٍ أعمى.
أعلم أن هناك كلمات ومواقف تُقسو القلب،
تجعلك أقل رحمة، أكثر حذرًا…
لكن تذكّر دائمًا أن تبقى إنسانًا،
أن تحفظ مبادئ قلبك، حتى لا تظلم نفسك… ولا تظلم أحدًا.
التعليقات