صدفة غريبة وذكريات لم تمحى !


لم يكن عليك التراجع، بالعكس تشجيع الآخرين لا يتطلب منا أن نكون في متواجدين طول مسار حياتهم، فقط علينا تشجيعهم في الوقت الذي وجدناهم فيه.

الأعوام التي مضت دونها لم يكن لك يد فيها، ربما كانت ستسعد برفيقة دربها ورفيقة الطفولة، أسعد جدا عندما ألتقي برفيقاتي اللأاتي فرقني الزمن عليهن، أسألهن عن نجاحتهن وأبارك لهن يسعدن واسعد معهن.

التواصل مع شخص قريب من القلب يثلجه ويساعد الإلهام على الحضور، ربما من خلال تعليقك كنت ستمنحين لها إلهام لقصة جديدة، أو فكرة سيناريو إبداعية.

مشكلة التراجع في مثل هذه الحالات يا مريم أنه يكون خارج عن إرداتنا. بالتأكيد الأمور تختلف إذا ما كنّا خارد دائرة الحدث. لكن الفكرة نفسها تعتمد على عملية رد الفعلي اللحظي وقتها، لذلك لا يمكننا أن نجزم بقدرتنا على التراجع من عدمه، وبالتالي فالأمر يتطلّب أن نكون في محال الشخص نفسه.

صحيح الخوف يسيطر علينا من التفكير الزائد، علينا الاستمتاع باللحظة وليس علينا التفكير بكثرة في مثل هذه المواقف حتى نوقف التصرفات اللاواعية، هي ليست تصرفات لا واعية وإنما تصرفات بعد تفكير وعودة للوعي، الافتراضات التي يقدمها لنا عقلنا في هذه اللحظة هي ما تجعلنا نتراجع لذا علينا توقيف هذه الأفكار وإطلاق العنان لمشاعرنا والاستمتاع بعيش اللحظة.

بالتأكيد يا مريم التشجيع لا يتطلب التواجد الدائم، ولكن قد يتحتم علينا الإتصال بهم بين الحين والأخر لنسأل عن أحوالهم، قصة تقوى ذكرتني بصديقتي التي إنقطع الإتصال معها قرابة عام تقريبا لا أعلم ما السبب في ذلك ولكن أظن أنه من بين الأسباب هي أحلامنا المختلفة وإنشغالاتنا الدائمة بالعمل والدراسة هي جزء من ذلك.

ربما كانت ستسعد برفيقة دربها ورفيقة الطفولة، أسعد جدا عندما ألتقي برفيقاتي اللأاتي فرقني الزمن عليهن، أسألهن عن نجاحتهن وأبارك لهن يسعدن واسعد معهن.

كلنا تقريبا نسعد لذلك ولكن لا يمكن أن نُرجع تلك الألفة والمحبة التي كانت في السابق، الزمن لا يداوي شيئا، بل أحيانا الرجوع للماضي يفتح جراحا لم يكن داعي للوقوف عندها.

بل أحيانا الرجوع للماضي يفتح جراحا لم يكن داعي للوقوف عندها.

هذا ما جعلني أتراجع لأقف مصفقة خلف الجمهور، لا أريد أن أكون سبباً في إعادتها إلى ماضٍ قد عملت جاهدة لتتغلب عليه .

لقد تعمدت إبقاء جزء كبير من القصة مخفياً واحتفظت به لنفسي لأحافظ على خصوصية الحكاية والذكرى، ولكن انقطاعي عنها لم يكن بالشكل الذي ظنّه أغلب من قرأ المساهمة، لذلك أنا لست متأكدة إن كان ظهوري من جديد سيسعدها كما ذكرتي مريم أم سيعيدها إلى ذكريات لا تريد العودة إليها، لذلك فضلت أن احتفظ بمشاعري لنفسي من أجلها قبل أن يكون لأجلي .

يا سبحان الله الذي حدث معك حدث معي قبل يومين تقريباً

لكن فعلاً بقي السؤال العلاقات التي أصبحت جزء من الماضي هل يصح احياؤها مرةً اخرى ؟

لم أعد أفهم مالذي يجري لي لكنني وبما أنك كتبتي بحرية التعبير في قصتك أرى وبعد مدة من العلاقات التي من هذا النوع أن لا يتم احياؤها و أن يتم تضمينها في ملفات الماضي .

 لذلك أنا لست متأكدة إن كان ظهوري من جديد سيسعدها كما ذكرتي مريم أم سيعيدها إلى ذكريات لا تريد العودة إليها

التخمينات الافتراضية تتسبب في قطع العديد من العلاقات والخوف من الكثير من الخطوات، كان عليك التجريب وتنظري ردة فعلها، ربما هي لا تفكر مثلك وما تريه أنت شيء قبيح بالنسبة لها شيء عادي، ربما قدرتها على النسيان والمسامحة أكبر من قدرتك، مرة في حياتي كانت عندي زميلة طفولة ووقع مشكل لنا في الجامعة مشكل كبير وتورطت بسببي وحتى مرضت، بعد التخرج وزواجي التقيتها في أحد الأماكن المشتركة بيننا تجاهلت التحدث معها أو إلقاء التحية وكنت خجلت منها، عندما رأتني جاءت عندي وعاتبتني على تجاهلي لها هنا وأنها كانت متشوقة للقائي وكانت سعيدة بذلك، خوفي من استرجاع الذكريات الأليمة وافتراضاتي منعتني من الذهاب إليها بعدها قلت في نفسي ليت الخطوة الأولى في العودة كانت مني.

تبقى فكرة المواجهة واردة، لن أبقى متخفية طوال الوقت وربما يجمعنا الله في لقاء آخر فتصبح المواجهة أمر واقع .


قصص وتجارب شخصية

مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.

78.6 ألف متابع