عيد ميلادي


ليلية أمس كان عيد ميلادي .

أنار الله دربك يايمنى، وكل عام وأنت الخير لكل الأعوام

أتممت عام الواحد والعشرين .

تخيلي أنني أهديتك شجرة تحمل ٢١ ورقة، وفي كل ورقة لك أمنية عسى الله أن يحققها لك .

قررت أن أطلب من كل واحد فيكم أن يترك لي نصيحة وحكمة ورسالة .

نصيحتي لك أن تظلي مبتسمة ومتجددة، لا يرهقك تعب ولا يشوبك كدر، وهدية أخرى مني لك ولكل البنات والنساء هذه الكلمات البسيطة 

صباحُ الخير يا هانم..

طابَ يومكِ سيدتي.. طبتِ وطابت الفراغات المُعتَّقة 

بالصبر بين أصابعِ كفَّيكِ الرقيقة، طبتِ وطابت نفسكِ السَّمحة، وروحكِ الجميلة المرحة رغم ما يعتريها مِن خيباتٍ.. أمَّا بعد:

لن أُطيلَ عليكِ؛ ولكن -بكُل ما ذُكرت النوايا الطيبة من خيرٍ- هلَّا أذنتِ لي أن أواسيكِ؟! أو على الأقل ألملم -في عُجالةٍ- بقايا الكُحل المُشتَّت في أرجاء عينيكِ؟!

أتسمحينَ لي أن أسرق مِن سنوات كهفكِ المُظلم ثلاثمئة سنة، وتعودينَ أنتِ بالتِّسع الباقيات طفلةً بريئةً تفرحينَ بضفيرتكِ المُبعثرة، لا همَّ لكِ سواها؟

هلَّا رضيتِ أن أمُرَّ -ولو سهوًا- على غياهِب الحُزن القابِع في أعماقك بقميصٍ كقميصِ يوسُف، حين استبشر به يعقوب فارتدَّ بصيرا؟ قميص مِن غزلِ يدببيكِ أنتِ؛ تستبشرينَ به كيفما شئتِ، ومتى شئتِ؟ 

هلَّا أذنتِ لي بنصف قُربٍ منكِ.. أُثبِتُ به للعالم أجمع أنكِ العالم أجمع، وأنكِ لا تستحقين الخِذلان، أو أنكِ لا تليقينَ بالحزن أو الألم، أو أنكِ مُعجزةٌ تكاثر عليها غبار النوايا السيئة.. فباتت باهتة، وهي التي أنارت جُدران البيوت القديمةِ سرمديةِ الظلام، كلما سهت ومرَّت بجوارها؟ 

أتأذنينَ لي ألَّا أدعكِ تنامينَ ليلةً واحدةً وفي قلبكِ الطيب شبهُ عابرٍ.. تركَ فيكِ مرارةَ غُصَّةٍ، أو أنينَ فقدٍ، أو ذَرَّةَ حنينٍ.. لمَن لم يعرف قدركِ؟

أتأذنين لي أن أكونكِ أنتِ وتكونين أنتِ أنا، دونَ الرجوع إليَّ مُطلقًا؟ يا سيدتي، ائذني لي أو لا تأذني.. فمثلكِ مَن يأتِها مُشفِقًا عليها، يرجع حائرًا هائمًا على وجهه مُشفَقًا عليه!

يا سيدتي، إنَّ إناثَ مدينتِنا كثيرات، لا واحدة منهُنَّ تلفتُ النظرَ حين يتسلل الحُزنُ إليها.. وبحزنكِ أنتِ، تشرَئِبُّ لكِ كلُّ الأنظار!

للّٰهِ دَرُّكِ! أنتِ وحدكِ.. مدينةٌ على أسوارِها يُعرَف كيف تجتمع كُل النساء في واحدةٍ، حين تُرسَم بسمةٌ واحدةٌ منكِ على شِفاه القمر.. فابتسمي، قاتلَ اللَّه حُزنكِ.. لم يُخلَق لكِ أبدًا.

يا سيدتي، ابتسمي.. فأنتِ للبؤساءِ حياة

أعجبت بهديتك لعيد ميلادي


قصص وتجارب شخصية

مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.

78.7 ألف متابع