في واحدة من اغرب القصص البوليسية كان ليو يعيش مع زوجته لوسي وابنهم بيتر في شقة متواضعة في احدى الإقامات السكنية بلندن، كان الاب يعمل مسؤولا عن قسم المبيعات بإحدى الشركات الكبرى وكان يجني من وراء عمله الكثير من المال، ولكنه رغم ذلك كان بخيلا على زوجته وابنه وكان يصرف جل امواله في القمار الشيء الذي كان يدخله في حالات شجار شبه يومية مع زوجته التي كانت تحاول اقناعه بالاقلاع عن القمار وتخصيص ماله للأسرة وتحسين الحالة المعيشية، ولكنه كان عنيدا ويعتبر كلامها هراءا ولا يستمع له حتى،

أما الإبن بيتر فكان ممتعضا من حياته مع والديه، فكلاهما لا يوفران له أبسط متطلباته وهو ما جعله يكن بعض المشاعر السلبية لهم،

كبر بيتر وكبرت أحلامه وازدادت حدة الخلافات بين والديه حتى وصل الحال الى التهديد بالقتل، حيث كانت الام تحمل بندقية صيد فارغة من الرصاص وتحاول إخافة زوجها كلما دخل معها في شجار، كان يحدث هذا باستمرار حتى اصبح أمرا اعتياديا،

في أحد الايام جاء الى علم قسم الشرطة في لندن ان شابا في الثامنة عشر من عمره حاول الانتحار ورمى نفسه من اعلى البناية ولكنه علق بشبكة الحماية التي كان يضعها سكان العمارة لحماية اطفالهم من السقوط من الاعلى والموت وتمنعهم من الوصول الى الارض والاصطدام بها ،

توجهت قوات الشرطة الى عين المكان وطوقت المنطقة ، وحضرت سيارة اسعاف وقوات الانقاد ، لاحظ المسعفون ان الشاب الذي كان يحاول الانتحار كان عالقا في شبكة الحماية ويبدوا انه فاقد الوعي والدماء تسيل منه، فقاموا بإنزاله واكتشفوا شيئا صادما ،

عثروا على الشاب ميتا ووجدوا رصاصة اخترقت صدره،

كان هذا غريبا جدا وعلى الفور حضر المحقق دايفد للتحقيق في الواقعة ومعرفة ما اذا كانت جريمة او انتحار،

كان الحزن يخيم على والدي بيتر، بسبب فقدان ابنهم الوحيد، وتلقوا رسائل المواساة من الاصدقاء ومن افراد العائلة،

تفقد المحقق السطح الذي رمى الشاب نفسه منه ولم يجد اداة اطلاق النار وقام بمصادرة تسجيلات الكاميرات من البنايات المجاورة قصد تحليلها ومعرفة كيف وقعت الحادتة،

استغرق المحقق وقتا طويلا في مشاهدة التسجيلات الى ان اكتشف شيئا غريبا زاد من غرابة هذه القصة،

وجد ان مصدر اطلاق النار هي شقة والديه، واصابته الرصاصة اتناء سقوطه من الاعلى، ولأن شبكة الحماية كانت ستنقده فإن هذه الواقعة خرجت من دائرة الانتحار ودخلت لدائرة الجريمة، والمسؤول عنها هو احد الاشخاص الذين كانوا بشقة والديه،

على فوره توجه المحقق صوب شقة الوالدين واخبرهما ان ابنهم توفي بسبب رصاصة خرجت من نافدة شقتهم، فصدموا صدمة كبيرة وتبادلوا نظرات غريبة بينهم واعترف الزوج ان زوجته كانت في شجار معه وكانت تحمل بندقية وصوبتها نحوه واطلقت النار ولم تصبه فهي كانت تهدده فقط كعادتها دائما حين تكون غاضبة ،

فقاطعته الزوجة وقالت ان البندقية كانت خالية من الرصاص فليس من عادتها حشوها، وكان هدفها دائما إخافة زوجها وليس إيداءه ومن المستحيل ان تقتل ابنها،

قيد المحقق الزوجة واقتادها إلى مكتب التحقيق لاستنطاقها وأخد اعترافها، وكان زوجها ينظر اليها بنظرة غريبة شيئا ما وهو ما لاحظه المحقق،

اتناء التحقيق معها صرحت الزوجة انها لم تكن تريد قتل زوجها او ابنها وان البندقية كانت خالية تماما من الرصاص،

لم يصدق المحقق ومساعده ذلك واعتبروا انها قتلت ابنها عن غير قصد وبهذا فهي مدانة بجريمة القتل غير العمد ،

اثناء جلسة محاكمتها كانت الزوجة تكرر نفيها القاطع ان تكون مدنبة ورفضت التهمة رفضا تاما واعتبرت نفسها ضحية لكيد زوجها،

أمرت المحكمة بالتحقيق مع زوجها والبحث مجددا في القضية، فأخد المحقق مدكرة تفتيش وتوجه نحو منزل الزوج وفتشه تفيشا دقيقا الى ان اكتشف علبة من الرصاص مخبأة في اسفل القبو، سأل المحقق الزوج عن ذلك فأخبره انه لا يعلم أي شيء عنها،

ارسل المحقق العلبة الى المختبر الجنائي للفحص واخد صورا لها ودهب بها الى متجر لبيع الاسلحة وسأله عن مكان بيع هذا النوع من الرصاص، فأخبره ان متجر صغيرا في الضاحية هو الوحيد الذي يبيع هذا النوع الرديء من الرصاص،

فحمل سيارته على الفور ودهب مسرعا نحو المتجر وعرض على صاحبه صورة العلبة واعطاه رقمها التسلسلي وسأله عن الشخص الذي اشترى العلبة ،

فطلب صاحب المتجر ان يمهله ساعة حتى يبحث في الامر، فخرج المحقق واحتسى قهوة سوداء داكنة وعاد للمتجر ليكتشف المفاجئة ،

اخبر صاحب المحل المحقق ان شابا يدعى لوران هو من اشترى العلبة ويسكن بجوار المبنى الذي سقط منه الضحية بيتر،

احضر المحقق الشاب لوران واخبره ان علبة الرصاص التي اشتراها كانت احدى رصاصاتها سببا في مقتل الشاب بيتر، فتفاجئ من ذلك واخبر المحقق بشيء صادم غير معالم التحقيق،

اعترف لوران ان بيتر هو نفسه من طلب منه شراء علبة الرصاص واعطاه مالا إضافيا ، صدم المحقق من هذه الإفادة وشكك في صحتها، ولكن نتيجة الفحص التي وصلته من المختبر الجنائي نسفت شكوكه، فقد وجدوا بصمات بيتر على العلبة، وبالتالي فهو من ملأ بندقية والدته بالرصاص،

يفترض ان بيتر اعتاد على ان يرى والدته تطلق طلقات خالية من البندقية لإخافة والده فقام بحشو البندقية بالرصاص لكي يتخلص منهما معا لانهما لا يهتمان به، وبعدها سئم من الوضع ولم يحدت ما كان يخطط له فقرر الانتحار لتكون الصدفة انه رمى نفسه في الوقت الذي كان والداه يتشاجران وامه تطلق الرصاصة التي حشاها بنفسه لتقتله هو ،

كانت هذه القصة من بين اغرب القصص البوليسية على الاطلاق فكل الاحتمالات واردة ولحد الساعة بقي الكل محتارا ،

ويظل هذا السؤال قائما " هل يمكن اعتبار بيتر منتحرا برصاصته التي حشاها بنفسه أم انه ضحية جريمة قتل وأمه هي القاتلة ؟

للمزيد من القصص البوليسية المشوقة تفضل بزيارة موقعنا www.maarouf95.com