مصر هي بحق دولة ثرية. وأقصد بالثراء هنا، ليس متوسط مستوى معيشة الأفراد، فهو حقيقةً في أدنى مستوياته هذه الأيام، ولكن أقصد كم الفرص المتوفرة في بلد مثل مصر، وفي ما حولها من بلدان عربية في الواقع.
الفترة السابقة اطَّلعت على مجموعة من المشاريع بشكل هامشي، ولكن مجرد معرفتي بها أشعرني بالذهول. هناك عشرات الفرص التي تختفي في طي هذه الأرض، وهناك الملايين من الدولارات تنتظر فقد من يبحث عنها ليحققها.
سأذكر عناوين فقط لمثل هذه المواضيع، مما توفر لي من مصادر. العنوان كافي جدًا لتبدأ البحث، وللعثور على الكثير من قصص النجاح في هذه المشاريع، ولتقرر أيها أفضل لك لتبدأ.
- دودة الكمبوست
هي دودة من ديدان الأرض، تتغذى على البقايا العضوية (بقايا الطعام، أوراق الشجر، مخلفات الحيوانات، ..الخ)، وتتكاثر بشكل سريع، وفي زمن قياسي. مخلفات هذه الدودة (فضلاتها) يعتبر أرقى وأنقى أنواع السماد العضوي المستخدم في الزراعة. هذا السماد يتم استخدامه في زراعة الخضروات والفواكه العضوية Organic Fruits and Vegetables، التي يُباع الكيلو الواحد منها بثمن يبلغ عشرة أضعاف ثمن الفواكه/الخضروات العادية.
- دودة القز
لا .. لست أعشق الديدان بشكل خاص، ولكن الشيء بالشيء يُذكر.
غالبًا جميعنا مر بهذه المرحلة. وأقصد بها بالطبع مرحلة أن تشتري دودة القز، وتحضر لها ورق التوت، وتربيها في صندوق خاص في منزلك حتى تصنع الشرنقة الحريرية الخاصة بها. حسنًا .. هذه ليست مجرد هواية. هناك مزارع كاملة قائمة على إنتاج الحرير من دودة القز، وتحقق أرباحًا جيدة للغاية من مثل هذه الدودة.
- تدوير المخلفات
كل ما تملأ به سلة القمامة لديك، يجد أياد أخرى تتلقاه وتبدأ به حياة أخرى. تدوير المخلفات من المشاريع الناجحة للغاية في الوطن العربي، لأن الانتباه إليها قليل، ولذلك فرص النجاح مرتفعة للغاية، لمن يبدأ مثل هذا المشروع.
- كنوز الرمال
رمال سيناء الغالية، وغيرها من نوعيات معينة من الرمال، يتم تعبئتها وتصديرها للخارج. لماذا؟ يتم صهرها، واستخدامها في إنشاء لوحات التحكم Motherboards للحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى. معرف تقنية التصنيع ليست مشكلة على الإطلاق، بل إن الماكينات المتخصصة التي تقوم بمثل هذه العملية، متوافرة للبيع والاستيراد من الخارج. حاول تخيل حجم الثغرة التي ستُسد إذا تمكنت من تصنيع لوحات التحكم التي يتم استيرادها من الخارج. هذا بزنس ناجح بنسبة 200%، فالحاجة إلى مثل هذه اللوحات لا يتوقف، بل في ازدياد مستمر يومًا بعد يوم. ستنافس العمالقة بمنتج محلي، مرتفع الجودة رخيص الثمن.
- الأسبيرولينا
تحدثنا بأعلى عن الديدان، والآن نتحدث عن الطحالب. الأسبيرولينا هي أرقى غذاء عضوي موجود على سطح الأرض الآن. كي تدرك أهميته، يجب أن تعرف أنه في الوقت الذي يتم هضم 15% من الطعام العادي الذي نأكله (15% كحد أقصى) فإن الأسبيرولينا يتم هضم 95% منها في المعدة، مسجلة بذلك رقمًا قياسيًا في القيمة الغذائية المعطاة.
الأسبيرولينا معتمدة من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، وتستخدمه وكالة ناسا لأبحاث الفضاء كغذاء رسمي صحي لرواد الفضاء في محطاتها الفضائية.
مزارع الأسبيرولينا من الممكن أن تبدأ بحوض في حجم حوض السمك العادي في منزلك، وتزيد حتى تصل إلى مساحات شاسعة من المسطحات المائية.
- المزروعات العضوية
بالعودة إلى أول وسيلة من الوسائل المذكورة بأعلى – ديدان الكمبوست – ستجد أن فضلات هذه الديدان يُستخدم كسماد عضوي فائق الجودة لإنتاج المزروعات العضوية.
الفواكه والخضروات العضوية لها سوق ضخم للغاية محليًا ودوليًا، وعليها طلب ضخم، قد لا نتصور وجوده لعدم استخدامنا لمثل هذه المنتجات. سعر الطماطم أو البطاطس العضوية يُقدر بثلاثة أمثال سعر العادية على الأقل، وعليها طلب كبير من المستهلكين في مصر وخارج مصر، هذا غير بقية الفواكه والخضروات الأخرى التي تتفاوت أسعارها حسب الطلب عليها.
تلك هي المشاريع التي استطعت العثور عليها. هناك مشاريع أخرى كثيرة قد لا تخطر على بالك، ولكن آثرت التركيز على المشاريع التي تحقق ملايين (فعلية) كل عام. حجم الاستثمار في هذه المشاريع، ليس بالضرورة أن يكون كبيرًا. أي أن البداية ستكون بسيطة، ولكن العوائد المستقبلية ستفوق التوقعات.
هل رأيت مشاريع أخرى تحقق ملايين، ولا ينتبه أو يعرف بها أحد، في أي مكان من وطننا العربي؟
شاركنا أفكارك.
التعليقات