حين استبدلنا في الشركة موظّف الموارد البشرية بمقابلات شخصية تُدار كليًّا عبر الذكاء الاصطناعي، انكشف لنا تفاوت لافت في طبيعة القرارات: فالخوارزمية تنزع بطبيعتها إلى انتقاء "الأفضل" وفق معايير كمية صارمة، كالتمكّن من لغات البرمجة، وسرعة معالجة المشكلات، ونتائج الاختبارات الدقيقة، بينما الإنسان يتجه إلى اختيار "الأصلح"، أي المرشّح الذي قد لا يبلغ الكمال التقني، لكنه يملك قدرة على التكيّف، وذكاءً اجتماعيًا، واستعدادًا للانسجام مع الفريق. ففي حالة وظيفة مطوّر الويب مثلًا، رشّح الذكاء الاصطناعي شخصًا متفوّقًا في الكود لكنه منغلق على ذاته، في حين فضّل الموظف البشري مرشّحًا آخر أقل تفوقًا من الناحية التقنية، لكنه أقدر على التواصل والعمل التعاوني، ما يجعله أنسب على المدى الطويل. وهنا يظل السؤال مفتوحًا للنقاش: أيّهما أعمق دلالة في فهم معنى الكفاءة والجدوى، قرار الآلة الذي يسعى إلى "الأفضلية" أم قرار الإنسان الذي يبحث عن "الصلاحية"؟
ماذا يكشف اختلاف القرارات حين يختار الذكاء الاصطناعي "الأفضل"، ويختار الإنسان "الأصلح"؟
شخصيا أظن أنه قرار الإنسان الذي يعتمد على الصلاحية.
إذ أغلب الوظائف لا تحتاج لشخص متمكن جدا من مجاله بقدر ما تحتاج شخص قابل للتواصل ومرن في التغييرات والنقاشات...
التعليقات