كانت لدي مشكلة دائماً في بيع منتجي وهو عبارة عن جهاز راديو به خصائص فريدة مطورة يتم استيراده بناءً على مواصفات خاصة أطلبها من المُصنع .

رغم جودته وتميزه، كنت أشعر أنه مجرد سلعة بين مئات السلع الأخرى. كنت أحاول تسويقه بكل الطرق التقليدية ودفعت مبالغ طائلة، لكن العملاء لم يتفاعلوا بالشكل الذي أطمح إليه.

ذات يوم، كنت أتحدث مع صديق عن التحديات التي أواجهها، فقال لي جملة غيرت تفكيري تماماً قال: " ما الحكاية التي يمكنه أن يرويها منتجك؟" عندها أدركت أن المشكلة لم تكن في المنتج، بل في الطريقة التي أقدمه بها للناس.

بدأت أنظر إلى منتجي ليس كسلعة، بل كجزء من حكاية. فكرت: ما الذي يجعلني أطلب تصنع هذا المنتج؟ لماذا اخترت هذه الخامات بالتحديد؟ لماذا هذه المواصفات الغير تقليدية؟ ماذا أريد أن يشعر به العميل عندما يحصل عليه؟

بدأت أروي قصته، كيف تم اختياره بعناية، وكيف أن كل تفصيلة فيه تعكس شغفي وتقديري للعملاء. مع الوقت وجدت أن العملاء لا يشترون المنتج فقط، بل يشترون الفكرة، و الرحلة. وأصبح الطلب عليه يكون دائماً مرتبطاً بسؤال كيف راودتك هذه الفكرة ؟!

تغيير هذه النظرة لم يحسن فقط من تفاعل العملاء، بل جعلني أشعر بفخر أكبر بما أقدمه.

لذلك أتسائل هل حقاً العملاء يشترون المنتج فعلاً أم يشترون القصة التي تُباع معه؟؟