عدم التأثير Deinfluencing هو أن يطلب مؤثر influencer من متابعيه عدم شراء منتج لأي سبب هو يراه مناسباً، ومن ضمن تلك الأسباب هي أن تكلفتة المنتج مرتفع ولا تساوي قيمته، أو أن جودة المنتج رديئة، أو لسبب أخلاقي معين مثل أن الشركة تستعين بالأطفال كعمالة أو دعمها للكيان الغاصب مثلاً، وأنا أثناء تصفحي للتيكتوك شاهدت فيديو لشخص يقوم بمراجعة مطعم، وقال أن جودة الأكل ردئية، وقام ببصق الطعام من فمه ووضعه في المنديل أمام الكاميرا، وحقق هذا الفيديو أكثر من 40 ألف لايك على تيكتوك وحدها، وهنا انتابني سؤال، لو أنا مكان صاحب المطعم، وتعرضت لمثل هذا الموقف، وقام مؤثر بتشويه سمعة منتجي لأي سبب، ماذا علي أن أفعل؟
كصاحب مطعم: كيف أتعامل مع عدم التأثير Deinfluencing؟
ذكرني ذلك بمشهد شهير في مسرحية لعادل إمام قال فيها للقاضي عارف أخر نفق العباسية هناك محل عصير فلا تشرب منه لأنه سيء جدًا فكانت هذه دعاية سلبية لمحل العصير ولكنها تحولت إلى دعاية مجانية جلبت الكثير من الفضوليين الذين يريدون التعرف على محل العصير المذكور في المسرحية رغم اعتراف الجمهور بسوء العصير بالفعل إلا أنه حقق مكاسب من هذه الدعاية.
والحل هنا هو استغلال هذه الدعاية السلبية إذا كان لها مردود سلبي، أو تجاهلها والتركيز على تطوير السلبيات الذكورة والارتقاء بمستواها، فأنا أجد أنها فرصة للدعاية لنفس السلبيات والدعوة لتجربتها بعد التطوير، وأن هذا المطعم هو افضل مطعم في صناعة كذا وكذا (ما تم نقده).
رغم اعتراف الجمهور بسوء العصير بالفعل إلا أنه حقق مكاسب من هذه الدعاية.
الغريب أن المحل لم يستغل تلك الدعايا وقام بعمل تحسين منتجه لكي يضاعف الأرباح ويحافظ على تدفقها، فتلك الموجة من الدعايا سيقل تأثيرها تدريجيا إلا أن تصبح في طي النسيان طالما أن معيار الجودة لا يتوفر مع معيار الشهرة، وهذه الحالة تذكرني بالشركات المحلية التي لم تستغل المقاطعة بشكل جيد فعملت على تطوير منتجها بالشكل الذي يضمن له النهوض والمنافسة واستغلال حالة البحث الشديد عن أي بديل جيد لمنتجات المقاطعة، بل كان هدف البعض هو تحصيل أكبر قدر من المال دون رسم خطة ذات أهداف أشمل على المدى البعيد تضمن استمرار إقبال الناس على المنتج بعيدا حتى عن مبدأ المقاطعة.
التعليقات