لاحظت شركة IBM للبرمجيات بأنّ مستوى إقبال البنوك والفنادق على شراء أجهزة الحاسوب التي تنتجها لم يكن مرضياً رغم بذل موظفي التسويق أقصى جهودهم للترويج للمنتج، حيث تبيّن للشركة أن السبب عائد لعدم امتلاك الخبرة الخاصة بعمل قطاعيّ البنوك والفنادق، لذلك قامت الشركة بتعيين موظفي مبيعات بخبرة فى عمل البنوك والمصارف والسياحة والفندقة كونهم عملوا سابقاً فيها، فكانت النتيجة تحقيق طفرة كبيرة فى مبيعات الشركة.
هذا الخبر جعلني أتسائل كيف نجح أصحاب المشاريع الابتكارية في مشاريعهم رغم أنهم لا يملكون خبرات سابقة؟، وكيف تمكّن المخترعون من اكتشاف اختراعاتهم نتيجة التجربة لا تراكم الخبرات؟، ثمّ إن كانت الخبرة أحد متطلبات إنجاح المشاريع فكيف سيتمكن من لا يملك الخبرة من الحصول على فرصة لدخول مضمار العمل وإثبات نفسه؟.
من أجمل تجارب التعيين التي قرأتها ما قامت به شركة اعتمدت في المقابلة طرح سؤال واحد فقط لتعيين مدير لحلّ المشاكل وتجاوز الأزمات.
حيث تمّ توجيه السؤال لـ200 متقدم وهو: لو كنت تقود مركبتك في ليلة عاصفة وقابلت شخصاً مريضاً، وصديقاً أنقذ حياتك، وفتاة أحلامك، فمن تسمح له بركوب مركبتك التي لا تتسع إلا لشخصين؟.
الحاصل على وظيفة كانت إجابته بأنه سيعطي مركبته لصديقه طالباً منه إيصال المريض للمستشفى بطريقه، بينما سيترجل هو محاولاً الاقتراب من فتاة أحلامه.
أحياناً تضيع خيارات قد تكون إبداعية أو ابتكارية أو ذات أثر كبير لأننا اعتمدنا في قراراتنا على خبراتنا السابقة، أو لأننا اعتمدنا على آراء أصحاب الخبرة فحصرنا مشاريعنا بخيارات محدّدة ومطبقّة سابقاً كون التطبيق اعتمد على التقليدية وليس على الإبداع.
لذلك ألا تظنون أننا نحتاج الإبداع أكثر من حاجتنا للخبرة، ولو تقدمتم لوظيفة كان أحد شروطها الخبرة، وسألكم الذي يقابلكم: رغم عدم امتلاكك الخبرة، لماذا تقدّمت للوظيفة؟ ولماذا عليّ قبول طلبك، فماذا ستكون إجابتكم؟
التعليقات