التقاعد، لم يأتي فجأة، منذ بداية حياتنا العملية ونحن نعرف أننا في يومٍ ما سنتقاعد، ومن الحكمة أن نعد العدة لهذا اليوم.
منزل مريح بجوار الشاطئ، له حديقة جميلة، أجهزة تكنولوجية تقوم بإعداد الأشياء وتوفر لي الهدوء والراحة، سكرتير أمين أو مساعد شخصي، هواية أمضي بها وقتي، أو عمل خيري أختم به حياتي ويجعلني على صلة بالمجتمع.
في الحقيقة تختلف الخطط من شخص لأخر، ومن مجتمع لأخر أيضا. فبينما نجد بعض المجتمعات يظل المرء فيها يعمل حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يبيع الخضروات في الشارع، أو هو يقود جرار صغير في الحقل. نجد أخرون يبحثون عن عمل يكملون فيه ما تبقى لهم من حياتهم لأنه ما زال لديهم قدرة على العطاء وفي نفس الوقت ليس لديهم المال الكافي لينفقوا منه ويستريحوا من رحلة الحياة ويحاولوا الاستمتاع بما تبقى. وهناك بلدان ومجتمعات توفر خبراء ومستشارين للتقاعد، وأطباء نفسيين وبيولوجيين ايضا لفحص الناس في هذه السن ومساعدتهم على تجاوز التغيير، بالإضافة إلى مكافأة كبيرة وشهادة تقدير.
ماذا تخطط لنفسك عندما تصل لهذه السن على خير بمشيئة الله؟
أرجو أن لا تكون ممن يفاجأون به ويصابون بالوجوم والحزن وكأن كل شيء في حياتهم انتهى مع الوظيفة، حتى الأصدقاء. لإن المعاش مثله مثل كل مراحل الحياة ، إذا اعددنا له وفكرنا فيه جيدا سيكون مرحلة هامة قد تقودنا أيضا لبداية جديدة مع الاصدقاء والأحفاد ولا تخلو من الهوايات والمهارات والأنشطة المالية أيضا. وأحد الأوجه الهامة للاستعداد، أن ندخر أموال من اجل أن تفي بمتطلبات حياتنا في هذه المرحلة.
وهنا ياتي السؤال: كم تدخر لنفسك ولأحفادك في سن المعاش ؟ أم ان كل مدخراتك مخصصة للزواج ولتغيير المنزل ولتعليم الأولاد ... الخ الخ؟
لقد نشرت شركة Schwab لخدمات التقاعد بحثا في عام 2019 ، توصل إلى أمور مبهرة في هذا الخصوص، منها أنه:
أولاً: يعتقد 401 مشارك أنهم بحاجة إلى 1.7 مليون دولار ، في المتوسط ، للتقاعد!!!
وثانيًا ، كثيرون ليسوا على المسار الصحيح لإدخار أموال للتقاعد والسبب أنهم لا يعرفون كيف يمكنهم تحديد مقدار الادخار، ومتى يجب أن يبدأ، وكيف يمكنهم زيادة المدخرات بما لا يؤثر على مصروفات حياتهم الحالية ومتطلباتهم العائلية
وثالثا: علينا ان نختار مبكرا القاعدة المناسبة لتوفير الدخل التقاعدي، كأن يكون حوالي 80٪ من الراتبك النهائي قبل التقاعد . أو أن يدخر ما بين 4٪ إلى 15% من الراتب.
ما رأيكم أدام الله فضلكم في كل هذه الأمور؟؟
التعليقات