قال لي صاحب شركة : لا يوجد في العمل كرامة؟ ولو اصريت على كرامتك في أي وظيفة فلن تستمر في العمل في أي مكان ؟ لابد من المرونة والتحمل والصبر ؟
فما رأيكم؟؟
يقول هذا الكلام بكل بساطة لأنه صاحب الشركة.
هناك حدود تقف عندها آراء المدير، تحددها صلاحياته النظامية.
رفع الصوت، والألفاظ النابية، وإلقاء أوامر ليست من صلاحياته أو ليست من مسؤوليات الموظف مثلا، من حق الموظف نظامًا وأخلاقًا أن يوقفه عنده حده ولو توقف عمله عند هذه الشركة، فوقوف عمله لا يعني مطلقًا توقف رزقه، فالرزق على الله وحده، وإيقافه عن عمله في هذه اللحظة يعني أنه مظلوم، وعلى حق.
وهذا الكلام هو الأصل.
ولكن إذا كان المدير رائعًا وذكيًا والعلاقة في تلك البيئة صارت كالعلاقات العائلية؛ فرفع الصوت أحيانًا، والمرونة في إلقاء الأوامر حتى خارج المسؤوليات كمثال سيكون مقبولًا من موظفيه؛ لأن مسيرته معهم صارت كمسيرة أصدقائهم وأهليهم، وإذا كان كبيرًا في السن، سيكون كالأخ الكبير أو كالوالد، وسيعتبرون ما حصل زلة حبيب تغمر في بحر الحسنات.. وإن تكرر.
لذلك الأمر ليس بهذه الحدية، وترجع بالدرجة الأولى لطبيعة العلاقة بين المدير والموظفين، وقد رأيت إدارات يمشي فيها المدراء والموظفون على أراضٍ شوكية، لحساسية ما بينهم، كل واحدٍ قلق من الآخر.
وعشت في إدارات كان المدير والدًا وأخًا كبيرًا وصديقًا.. يخدمهم ويخدمونه، يديرون المكان كما تدير العوائل السعيدة بيوتهم.
التعليقات